| تاريخ المساهمة 15.02.13 16:57 | |
[size=16]
[size=21]الدرس الرابع
نواقض لا إله إلا الله
مقدمة
من أجل أن تتضح معالم الصورة الحقيقية لكلمة لا إله إلا الله حتى نفهمها صح ،
فالإسلام حريصا على أن ندخل عليها ونحن نحبها.
والإسلام ليس مفروضا على أحد فهو دين مهم جدا ، وخاتم الأديان ..
وعند دخولنا دين الإسلام يجب أولا أن نفهمه ونرضى به..
كأنك توقع عقدا بينك وبين الله عزوجل فتقول رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ،
لازم تكون موافقا على شروط العقد وتفهمه ..
وإلا كيف توقع وانت لاتعلم ماذا تعمل وماهو المطلوب منك!!
ماهي آخرتك وما هو حسابك وعقابك إلى آخر....!!.
الله سبحانه وتعالى لايجبرنا على إننا نؤمن به ،
ولكن ممكن يساعدنا إذا أردنا ذلك ويأبى أن تتعامل معه دون أن تكون راضي عنه سبحانه وتعالى
إذن كيف نرضى بالله ونحن لا نفهمه ؟؟
في حد يدخل صفقة وهو لايعرف مكسبها وخسائرها ماهي بنود العقد وشروطها ؟؟
هذا هوالذي نفهمه الآن حتى نقول في الآخر رضيت أو مارضيت.
فمن أجل أن تتضح معالم الصورة كاملة لحقيقة لا إله إلا الله
ذلك إن معرفة الضد يميز الشيئ المراد به إيضاحه فعلا وبضدها تتميز الأشياء وسنعرف الشيئ لما نعرف ضده .
مثلا ... هناك صحابي دائما يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل مكروه
لأنه معروف بالعبادة وفي الأشياء الخيرة يسأل العكس حتى يطمئن على دينه ونفسه .
ومعلوم أن الشرك_ والكفر_ والنفاق _ والردة_ هي
نواقض الإسلام بشتى صورها .
وعكس الإيمان هو الكفر، الشرك ، والنفاق ، والردة .
فنفهم أولا ماهي حقيقة الإيمان وشعب الإيمان والقواعد المهمة ،
وبعد ذلك نفهم الكفر وحقيقته وأنواع[size=21]ه حتى لا نقع في ذلك ، ولانحكم على أحد بالكفر ..
لأننا لانعرف الذي في قلبه فهو له ظاهر معين أمامك و قادر الله عزوجل أن يهديه .
لابد أن نورد قاعدة مهمة جليلة لأهل السنة والجماعة فنحن نتبع أهل السنة والجماعة
تنضبط المسائل أصولا وفروعا بهذه القاعدة فماهي هذه القاعدة ؟؟
و سيتضح من خلال هذه القاعدة أيضا الرد على فئة المرجئه
وهي الفرق الضالة فهموا العقيدة غلط لم يفهموها بفهم السلف الصالح الذي نحن مؤمورين نفهمها بفهم السلف الصالح .
لأن الدين نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو موجود معهم طالما كان معهم وعلمهم كل شيئ فنحن نأخذ منهم ،
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن موجود معنا ولكن السنة موجودة ،
ولدينا الصحابة وتصرفهم وعقلهم وتفكيرهم ، فهم الذي فصلوا لنا ،
لذلك نحن نتبع أهل السنة والجماعة وهم (( الوسطيين )) لاتفريط ولا إفراط ولامغالاة عندهم
ولكن الفرق الضالة هي التي ضلت عن طريق أهل السنة و الجماعة
عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابة لذلك سمينا أنفسنا .
فالسلف الصالح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عاشوا حول الرسول وفهموا منه وسمعوا له ووصل إلينا عبرهم ..
فلماذا نحن ندرس هذه الأشياء ؟
سيتضح من خلال هذه القاعدة مجموعة قواعد نستطيع أن نقيس عليها ونستطيع أن نفهم فيها حقيقة الإيمان ومايناقضه .
وهنا سنرد على الفرق الضالة الذي ميعوا وضيعوا مفهوم العقيدة ونرد أيضا على الخوارج الذين غلوا وحادوا عن الصراط .
فإذن دين الإسلام دين الوسط بين الإفراط والتفريط كثر كلام الناس حول هذا في الزمن القديم والحديث أيضا ،
ولكل وجهة هو موليها
بيد إني وجدت للعلامة ابن القيم كلاما قيما في هذا الموضوع وهي القاعدة الذي أشرنا إليها .
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة :
( الكفر والإيمان متقابلان في خطين متوازيين لو زال أحدهما خلفه الآخر )
شرح القاعدة :
إذن حاجتين عكس بعض تماما ، والشيئ المشترك بينهم يسيرون في خطين متوازيين
لو زال أحدهما خلفه الآخر بمعنى أي واحد منهم يمشي ، الثاني يأتي بعده على طول .
مثلا... ممكن تكون مؤمن اليوم ، وثاني يوم فجأة تكون كافر نعم
وبنفس القلب الذي كان فيه اليوم إيمانا يصبح بكرة فيه كفر ،
وممكن في نفس التوقيت يحمل قلبك الإثنين إيمان وكفر،
وأيهما يغلب الآخر ينتصر يتشبع القلب منه فيختم عليه بهذا الختم.
وفي بعض الناس ماعندهم إيمانا أبدا ، وأناس ماعندهم كفر خالص ..
إذن فالكفر والإيمان عكس بعض متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر .
هذه القاعدة الأولى.
ولما كان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة تسمى إيمانا .
مثلا... الصلاة شعبة من شعب الإيمان ، والزكاة ، والحج ، والصيام ،والأعمال الباطنة وهي الأعمال القلبية
مثل الحياء ، والتوكل ، والخشية ، والإنابة إلى أن ننتهي إلى شعبة إماطة الأذى أقل شعبة في الإيمان
ماذا يعني شعبة ؟؟
معناها :خصال ، صفات ، أخلاق .
هذه الشعب في منها ما يزول الإيمان به لو زالت يزول الإيمان بالكلية .
مثال ذلك... كشعبة الشهادتين : شهادة أن لا إله إلا الله ، محمدا رسول الله ..
لوزالت شعبة الإيمان هذه يزول الإيمان كله ..
إذن في حد يدخل الإسلام من غير أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله !!
لو رفضت مثلا أن تشهد وقلت أنا مسلم في هذه الحالة أنت لست مسلم يعصم نفسه وأهله ودمه بلا إله إلا الله في الدنيا وفي الآخرة .
إذن القاعدة الأولى تقول وفي العقيدة حقيقة الإيمان :
(( الكفر والإيمان متقابلان لو زال واحد منهم يخلفه الآخر ))
والإيمان يتكون من شعب أي مجموعة خصال وفي أعلى وفي أدنى ،
وأعلى حاجة فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأدنى حاجة فيها إماطة الأذى من الطريق
والحياء شعبة من شعب الإيمان ، وكل شعبة من شعب الإيمان تسمى إيمانا .
وكل شعبة من شعب الكفر تسمى كفرا .
وشعب الإيمان في منها لوزالت وهي شعب مهمة جدا زال الإيمان كله ..
وفي شعب لو ليست موجودة او وقعت منك لايتأثر بها إيمانك كحسن الخلق
مثال... ماهي الشعبة التي لو زالت يزول الإيمان كله ؟؟
هي شهادة أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله .
وأي منها ما لايزول بزوالها الإيمان ؟؟
مثل ترك إماطة الأذى من الطريق .
· وهذه الشعب تتفاوت تفاوت عظيم وتختلف مع بعضها .
مثلا... إذا لم تزل إماطة الأذى عن الطريق ، هل انت كافر؟؟ ليس كافر بل مؤمن ،
ولكن إيمانك ناقص بعض أخلاق ، كماقلنا الإيمان خصال يعني أخلاقيات
هذه القاعدة الثانية .
بينهما شعب متفاوته تفاوت عظيم منها مايلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب خصال مهمة مثل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هذه أساسيات في الإيمان وقواعد مهمة..
وفي منها خصال أقل أهمية منها مثل إماطة الأذى مع ذلك لو زالت لايزول الإيمان .
فالذي قلناه عن الإيمان ينطبق على الكفر ..
فالكفر له أصل وله وشعب ، فكما أن شعب الإيمان تسمى إيمانا ، فشعب الكفر تسمى كفرا .
فالخصال الطيبة كلها نسميها إيمان .. والخصال السيئة كلها نسميها كفر.
الصدق شعبة من شعب الإيمان .. الكذب شعبة من شعب الكفر..
الصلاة ،والزكاة ، والحج ، والصيام كلها شعب الإيمان وتركهم شعب من شعب الكفر ،
فالمعاصي كلها تسمى شعب الكفر ، مثلما الطاعات كلها تسمى شعب الإيمان.
شعب الإيمان
تنقسم شعب الإيمان إلى قسمين
1) _ شعب قولية _ 2) _ شعب فعلية.
من شعب الإيمان القولية.. يوجب زوالها زوال الإيمان بالكلية مثل الشهادة لو راحت منك إذن الإيمان كله زال .
ومن شعب الإيمان الفعلية .. في منها مايزول الإيمان لو راحت مثل ... الصلاة والحج إذا زال الإيمان يزول بالكلية .
شعب الكفر
مثلها مثل الإيمان تنقسم إلى قسمين
1) شعب قولية _ 2) شعب فعلية
من شعب الكفر القولية: مثلا ... ممكن الإنسان يكفر بالإتيان بكلمة الكفر إختيارا يقول مباشرة أنا كافر وهي شعبة من شعب الكفر ، وأهم حاجة قولها إختيارا وليس إجبارا أي بالضغط عليه .
من شعب الكفر الفعلية: في منها شعب تثبت الكفر كله مثلا ... السجود للصنم ، أو أن تستهين بالمصحف تقوم بتقطيعة او تعمله تحت أرجلك هذا كفر ..
وايَضا السحرة يعملوا فيه اشياء حتى يكون ساحر يستطيع ان يتحكم بالجن لازم يكفر والساحر في حكم الشرع كافر
فالجني يأمرة بأن يعبده هو ويطيعة ويسجد له ويقطع المصحف او يتبول عليه ولعياذ بالله
حتى يستطيع أن يتحكم بالجن فلازم الجن يكون هو المتحكم فيه في الاول فالسحر من الكفر
حقيقة او أصل الإيمان نفسه :
حقيقة الإيمان متركبة من قول و عمل..
وفي منها أجزاء عملية ، وأجزاء قولية..
فالإيمان هناك سيفترق عن الكفر بعض الشيئ في هذا الموضوع .
القول: ينقسم إلى قسمين :
1) قول القلب : هو إعتقاد القلب أي ما يؤمن به القلب او يعتقدة . أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له .
2) قول اللسان :هو التكلم بكلمة الإسلام وهي الشهادتين وغيرها من الكلام الطيب الذي يدخل به الإسلام والصدق وغيره .
العمل : ينقسم إلى قسمين :
1) عمل القلب : فهو نيته وإخلاصه لله عزوجل يحاسبنا عن قلوبنا ..
فهو العمدة نعتمد عليه في قبول الأعمال او عدم قبولها فالقلب يعمل في النية والصدق والإخلاص والحب .
2) عمل الجوارح : هو كل ما يقوم به الإنسان مصدقا على ما في قلبه .
مثل... الصلاة والزكاة والصيام الاشياء التي تمشي في الطاعات
مهم : إذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكاملة .
مثال ... لو زالت مثلا تصديق القلب و هو إيمانه وإعتقاده ؟
لم تنفع بقية الأجزاء لأن أهم شيئ هو الإعتقاد ...
لو كنت غير معتقد صح فماذا تفعل بالباقي ولمن تعمل ؟!!
سؤال... لو راح التصديق لماذا تزول الباقية ؟؟
الجواب : لان تصديق القلب شرط في إعتقادها وقولها نافعة إذا كان ليس معتقدها مؤمنا بها أصلا لماذا يعملها !!
حتى وإن عملها أسمه نفاق والله عزوجل لايقبلة .
فالذي قالوا لا إله إلا الله و ليسوا مقتنعين بها ولا مصدقينها الله عزوجل يتقبلها ؟
طبعا لا .. لأنهم منافقين يظهرون عكس مايبطنون وهم في أسفل سافلين في الدرك الاسفل من النار
تحت الكفار وأسوأ منهم لذلك حكم الله عليهم من الكفار لأن قلبهم غير مصدق ولامؤمن .
سؤال. . إذا زال عمل القلب مع إعتقاد الصدق
مثلا.. نفرض أنه معتقد الصدق أنه لا إله إلا الله
ولكنه لايعمل لايخلص
فماذا نفعك أنك مؤمن ومعتقد وفاهم صح ومصدق الرسول صلى الله عليه وسلم من الله عزوجل فماذا عملت ؟؟
فأنت ماعملت أي شيئ في الذي صدقته لنفسك فقط دون عمل .. أين النية ؟؟
إن تصديق القلب في الشرط في إعتقادها وقولها نافعة .
إذن ... عمل القلب مع إعتقاد الصدق مع أنه معتقد ومؤمن ولكن لم يعمل ..
هنا موضع المعركة بين الفرق الضالة مثل المرجئه وأهل السنة والجماعة .
ماذا يقول أهل السنة والجماعة في هذا الرجل الذي هو مقتنع ومصدق ومؤمن ولكن لاينفذ بقلبة وجوارحة ؟؟
أجتمع أهل السنة و الجماعة على قول واحد: [ يزول الإيمان[ ) .
وأنه لاينفع التصديق مع أنه لايوجد قلب ولامحبة ولا إنقياد
لماذا لم تنفذ ولم يشتغل قلبك ولسانك وجوارحك .
مثال. . إبليس لعنة الله عليه يعلم أن هناك رب ويجب أن يطيعه
وهو مصدق ومقتنع مع ذلك لم يعمل خالف الله عزوجل وتكبر عليه . .
وأيضا فرعون واليهود سموا بالمغضوب عليهم لأنهم يعلموا ورفضوا أن يطيعوا أوامر ربهم ..
وأيضا النصارى وهم المسيحيون سماهم الله الضالين لانهم مشوا وراء اليهود هؤلاء سيسوقون إلى جهنم ..
وأيضا المشركين من أيام أبرهه الأشرم يعلمون بوجود الله ومعتقدين بالله وبالرسول
ولكنهم لايقروا على ذلك هم يقروا سرا وجهرا يقولون ليس بكاذب
ولكن لانتبعه ولانؤمن به تكبروا على ذلك لايريدون العمل .
إذن .. لن ينفعهم إيمانهم ومعرفتهم لله ولا إعتقادهم ،
لازم القلب يعمل والباقي على ذلك يصدق او يكذب به اللسان والجوارح .
فإذا كان أصلا الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر ان يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح . .
فنقول غير مستنكر أن يزول الإيمان بزوال أعظم الجوارح خاصة إذا كانت ملزومة لعدم محبة القلب وإنقيادة
وخاصة إذا كنت كاره للصلاة يزول الإيمان منك لاتريد ان تنقاض مع انك مقتنع ومؤمن
· الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقرير الكلام
فإنه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح لو طاع القلب تطيع الجوارح .
· إذ لو أطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وأنقادت أيضا فالقلب يؤيدها .
· ويلزم من عدم طاعته وإنقيادة عدم التصديق المستلزم للطاعة
كذلك لأنه هو أصلا ليس طائع فهو غير مصدق .
بالمنطق هذا هو حقيقة الإيمان .. فإن الإيمان ليس مجرد التصديق فقط كما تقدم
وإنما هو التصديق المستلزم للإنقياد للطاعة ، لايكفي أن تصدق فقط وتقتنع
فلازم نحب وننقاد ونسمع ونطيع...
وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للهدى التام ..
وإن سمي تصديق أصلا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان أيضا
المسائل بإختصار
* لو زال عمل القلب او عمل الجوارح او قول القلب او قول اللسان ممكن يزول الإيمان بالكلية .
* لو زال تصديق القلب لن تنفع بقية الأجزاء لأن تصديق القلب شرط من شروط صحة الإعتقاد .
* وإذا زال إعتقاد القلب مع إعتقاده فهذه هي المشكلة بين المرجئه وأهل السنة والجماعة ،
وأجمع أهل السنة على أنه يزول الإيمان بالكلية وأنه لاينفع التصديق لوحده
يعني قول القلب لوحده ولاعمل القلب لوحده .
* ولو زالت أعمال الجوارح او أعظم أعمال الجوارح لاينفع تصديق القلب ولاعمل القلب
فالعمدة على القلب نتعهد قلوبنا ننظفها ونزكيها نطيبها حتى نقدمها لله عزوجل حتى يتقبل الله منا صالح الاعمال .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[/center][/size][/size][/size]
|
|
| |
| |
| |
| تاريخ المساهمة 05.03.13 23:58 | |
|
|
| |