بسم اللة الرحمن الرحيم { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا } ( دعــــوة لحفل زفاف ) هيا بنا جميعاً نستعرض معاً أعظم وأجل عرس تم لنري من هما العروسان ؟ حقاً إن الكلمات لا تصف عظمة وجمال هذا العرس مهما كانت بلاغتها وكنايتها ! العروس فقد قال الشاعر فيها: خجـلاً مـن نــور بهجتها تتوارى الشمس بالشفق وحياء مــــــــن شمائلها يتغطى الغصن بالــــورق من هي إذن: هي مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء بنت مولانا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي القرشي العدناني – فأبوها رسول الله وخاتم النبيين صلي الله عليه وسلم , فهي ابنة سيد الأولين والآخرين والرحمة المهداة للعالمين 0 أمها: أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد جدها لآبيها: عبدالله بن عبدالمطلب جدتها لأبيها: السيدة آمنة بنت وهب فمن ذا يضاهي في الفخار والنسب الطاهر الشريف أباها صلي الله عليه وسلم وأمها أم المؤمنين السيدة خديجة الكبرى رضي الله تعالي عنها أسماؤها رضي الله تبارك وتعالي عنها ( فاطمة) قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها عن النار) ( أي منعها) (رواه الديلمي عن أبي هريرة ) (الزهراء) ( قيل لأنها زهرت المصطفي صلي الله عليه وسلم) وقيل ( لأنها كانت بيضاء اللون ) وعن جعفر بن محمد بن علي رضي الله عنهم عن أبيه قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن فاطمة : لما سميت بالزهراء؟ فقال : لأنها إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض (ولقبت بالصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية ) وهي آيات علي ما اتصفت به رضي الله عنها البتول: لانقطاعها إلي الله تعالي أم أبيها لملازمتها أباها صلي الله عليه وسلم والقيام بخدمته رعاية وحناناً وحباً وكأنها أمه صلي الله عليه وسلم فوق كونها أبنته الحبيبة الغالية
مكارم أخلاقها
تفيض حياة الصديقة الطاهرة عليها السلام بكاملها بمكارم أخلاقيّة عالية و سلوك إنسانى فريد. و نحن الآن و مراعاة للإيجاز نتطرق إلى بعض منها، و نؤكّد مرّة أخرى أنّ ما سنتطرق إليه هو يسير من فيض مكارم أخلاقها.
قد روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري أحد أصحاب رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) أنه قال:
صلّى بنا رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) صلاة العصر. فلما انفتل جلس في قبلته و الناس حوله. فبينا هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب فمدّ يد الحاجة إلى الرسول (صلّي الله عليه وآله وسلّم). فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "ما أجد لك شيئا. إنطلق إلى حجرة فاطمة (عليها السلام)." و كان بيتها ملاصق بيت رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلّم). فانطلق الأعرابي مع بلال الصحابي و هو مؤذّن رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلّم). فلما وقف على باب فاطمة (عليها السلام)، نادى بأعلى صوته: "السلام عليكم يا أهل بيت النبوة!" ثم شكى لها الحال. و كان لفاطمة و علي (عليهما السلام) في تلك الحال و رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلّم) ثلاثا ما طعموا فيها طعاما و قد علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذلك من شأنهما. فعمدت فاطمة (عليها السلام) إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب (عليهما السلام)، فقطعته من عنقها و نبذته إلى الأعرابي فقالت: "خذه و بعه فعسى الله أن يعوّضك به ما هو خير منه."
فأخذ الأعرابي العقد و انطلق إلى مسجد رسول الله و النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جالس في أصحابه فقال: "يا رسول الله أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد فقالت بعه فعسى الله أن يصنع لك." فبكى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و قال: "و كيف لا يصنع الله لك و قد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم." فقام عمار بن ياسر فقال: "يا رسول الله أ تأذن لي بشراء هذا العقد؟" قال: "إشتره يا عمار فلو إشترك فيه الثقلان ما عذّبهم الله بالنار." فقال عمار: "بكم العقد يا أعرابي؟" قال: "بشبعة من الخبز و اللحم و بردة يمانية أستر بها عورتي و أصلي فيها لربي و دينار يبلغني إلى أهلي." فقبل عمار ذلک فوفاه ما ضمن له و عاد الأعرابي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "أ شبعت و اكتسيت؟" قال الأعرابي: "نعم و استغنيت بأبي أنت و أمي."
فعمد عمار إلى العقد فطيّبه بالمسك و لفّه في بردة يمانية و كان له عبد فدفع العقد إلى المملوك و قال له: "خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله و أنت له." فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و أخبره بقول عمار. فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "إنطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد و أنت لها." فجاء المملوك بالعقد و أخبرها بقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأخذت فاطمة (عليها السلام) العقد و أعتقت المملوك. فضحك الغلام. فقالت: "ما يضحكك يا غلام؟" فقال: "أضحكني عظم بركة هذا العقد؛ أشبع جائعا و كسا عريانا و أغنى فقيرا و أعتق عبدا و رجع إلى ربه."
أهدى الرسول (صلّي الله عليه وآله وسلّم) ثوباً جديداً إلى إبنته ليلة زفافها و كانت تملك ثوباً آخراً و لكنّه كان مرقّعاً. طرق سائل باب فاطمة (عليها السلام) و طلب ثوبٍ بالٍ من أهل بيت النبوة. أرادت الزهراء (عليها السلام) أن تعطيه الثوب المرقّع بناءً علی طلبه، فحينئذ تذكّرت الآية القرآنية الشريفة: "لن تنالوا البرّ حتّي تنفقوا ممّا تحبّون" فقامت بإعطائه ثوبها الجديد.
يصف سيدنا الإمام الحسن عليه السلام كيف كانت أُمّه فاطمة (عليها السلام) تؤثر الناس على نفسها في دعائها عندما تكون في أعلى درجات الإقتراب من الله عز و جل,فيقول: "رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتّضح عمود الصبح و سمعتها تدعو للمؤمنين و المؤمنات و تسمّيهم و تكثر الدعاء لهم و لا تدعو لنفسها بشيء فقلت لها يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك فقالت يا بني الجار ثم الدار."
زواجها و أبنائها
العريس ؟ قال له رسول الله صلي الله عليه وسلم يا علي أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدى – رواه الشيخان , وأحمد بن حنبل العريس يفخر بنسبه فيقول: محمـد النبي أخـي وصهــري وحمزة سيد الشهداء عمــي وجعفر الذي يمسي ويضحي ويطير مع الملائكة أبن أمــي وبنت محمد سكني وعرسي مشوب لحمها بـدمي ولحمي وسبطا أحمــد أبناي منهــــا فمـن منكم لـه سهـم كسهمي سبقتـكمـو إلي الإسـلام طــرا صغيراً ما بلغت أوان حلمـــي نسبه كرم الله وجهه علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف فهي أول هاشمية ولدت هاشمياً فكان الإمام علي اول هاشمي لأبوين هاشميين وأول امرأة تسلم بعد السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها وكانت تحب النبي حباً شديدأ أثناء كفالتهم له وتقدمه علي أبنائها في الحنان والرعاية أبوه أبو طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله صلي الله عليه وسلم تسميته ولد في الكعبة وجعل في كسوة وقال أبوه لا تفتحوها حتى يأتي محمد فيأخذ حقه فجاء وفتحها فأخرج منها غلاماً حسناً فرفعه بيده لأعلي وسماها علياً ثم أصلح أمره وكسوته واحتضنه ولقمه لسانه الشريف فما زال يمصه حتى نام وترعرع كرم الله وجهه في بيت النبوة حتى بعث الله سيدنا محمدً رسولاً ونبياً صلي الله عليه وسلم فكان أول من أسلم من الصبيان بعد السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها وأول من صلي مع النبي في شعاب مكة كتعبد لله قبل أن تفرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج فهو لم يسجد إلا لله تعالي ولم يسلم وجهه لصنم قط وأنفرد بذلك بعد النبي صلي الله عليه وسلم ألقابه كرم الله تعالي وجهه أشتهر بأسماء كثيرة أطلق أغلبها عليه النبي ومن أشهرها الصديق عن ابن أبي ليلي عن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( الصديقون ثلاثة حبيب بن مري النجار مؤمن آل ياسين الذي قال { يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال { أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ٌ} وعلي ابن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم أخرجه احمد في المناقب لذلك كان يطلق عليه الصديق الأكبر أبا تراب وهو من أحب الأسماء إلي علي – يعسوب الأمة فعن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لعلي أنت الصديق الأكبر وأنت يعسوب الدين ويعسوب يقصد بها عالم بهذا الدين لا يضارعه فيه أحد أبو الحسن أبو الريحانتين الحسن والحسين الـــــــــــــزواج توافـد علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي فترات كبار الصحابة رضوان الله عليهم من المهاجرين والأنصار يخطبون ريحانته فاطمة الزهراء عليها السلام فكان يسكت عنهم حتى جاءه علي كرم الله وجهه يخطبها فوافق صلي الله عليه وآله وسلم عن بريدة رضي الله عنه قال خطب أبو بكر وعمر فاطمة عليها السلام فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إنها صغيرة فخطبها علي فزوجها – أخرجه أبوحاتم والنسائي عن انس رضي الله عنه قال خطب أبو بكر إلي النبي أبنته فاطمة فقال صلي الله عليه وآله وسلم يا أبا بكر لم ينزل القضاء بعد 00 ثم خطبها عمر مع عدة من قريش كلهم يقول لهم مثل قوله لأبي بكر فقيل لعلي لو خطبت إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم أبنته فاطمة لخليق أن يزوجكها فقال كيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوجها ؟ فتشجع علي وتوجه إلي بيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم , وهنا نترك أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها تصف وتنقل لنا هذا الحدث ! تقول أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها: ( بينما كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عندى , طرق الباب طارق , فقال لي الرسول قومي وافتحي الباب , فإن الطارق رجل يحبه الله ورسوله , فقلت فداك أبي وأمي يا رسول الله ومن يكون هذا الرجل ؟ قال الرسول صلي الله عليه وآله وسلم هو أخي وأحب الخلق لي ! هو علي بن أبي طالب , ولما دخل علي كرم الله وجهه , جلس بين يدي النبي صلي الله عليه وآله وسلم يطرق إلي الأرض وهو صامت ! فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم ( يا علي إنك قاصد حاجة فما هي؟ قال علي كرم الله وجهه ( يا رسول الله إنك تعلم من أنا منك, وتعلم أنك ذخري في الدنيا والآخرة , وقد أتيتك خاطباً ابنتك فاطمة, فهل تزوجني يا رسول الله؟ فأجاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ( يا علي إن فاطمة لك وأنت لها , وإن الله قد أمرني بتزويجها أياك , ولكن ! أعندك مهر فاطمة ؟ قال علي عندي فرسي ودرعي ! قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم( أما الفرس فاحتفظ به للجهاد في سبيل الله , وأما الدرع فبعها وتزوج بها) وتكمل لنا أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها فتقول خرج علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وذهب إلي عثمان بن عفان رضي الله عنه فباع له الدرع بأربعمائة درهم , واخذ الدراهم وهم بالانصراف ! ولكن عثمان بن عفان رضي الله عنه استوقفه قائلاً يا ابن أخي أرد عليك درعك هدية مني لك في زواجك من فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم! فشكر له صنيعه وخرج من عنده قاصداً رسول الله فدخل عليه وصب الدراهم بين يديه وهو يقول هذا مهر فاطمة , وهذا هو درعي هدية من عثمان بن عفان أجاهد بها في سبيل الله 0 جهاز العروس فلم يكن الجهاز من أكبر معارض الأثاث أو أفخرها تروي لنا أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها تفاصيل الجهاز لبنت خير خلق الله صلي الله عليه وآله وسلم فتقول أخذ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الدراهم وأعطاها لبلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن رسول الله وقال له يا بلال اشتر جهاز العروس , واشترى بلال جهاز العروس, فمما يتكون جهاز فاطمة الزهراء عليها السلام؟ كان سريراً مصنوعاً من خشبتين مشدوتين بخيوط من الخوص المجدول , وقطعة بساط من وبر الجمل , ووسادة من جلد بداخلها كمية من الليف , وفرو كبش , وقدراً من الفخار إعداد الطعام , ورحي لطحن الماء , وقربة للماء وزجاجة من العطر وسوارين من الفضة 0 هذا هو جهاز الزواج لفاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وفي رواية : قال فخطبها عليها السلام علي فقال صلي الله عليه وآله وسلم قد أمر ربي عز وجل بذلك ثم قال أنس دعاني النبي صلي الله عليه وآله وسلم بعد أيام وقال أخرج وادع لي أبابكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن الزبير وعدة من الأنصار فدعوتهم فلما اجتمعوا عنده صلي الله عليه وآله وسلم وأخذوا مجالسهم قال صلي الله عليه وآله وسلم ( الحمد لله المحمود بنعمته , المعبود بقدرته , المطاع بسلطانه, المرهوب من عذابه وسطوانه , النافذ أمره في سمائه وأرضه , الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه , وأعزهم بدينه , وأكرمهم بنبيه محمد صلي الله عليه وآله وسلم , وإن الله تبارك اسمه وتعالت عظمته جعل المصاهرة سبباً لاحقاً وأمراًمفترضاًأوشج به الأرحام وألزم عليه الأنام فقال عز من قائل { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} (54) سورة الفرقان فأمر الله تبارك وتعالي أن يجري إلي قضائه وقضاؤه يجري إلي قدره ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (39) سورة الرعد ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب , فاشهدوا أني قد زوجته علي أربعمائة مثقال فضة , إن رضي بذلك علي بن أبي طالب ثم تبسم النبي صلي الله عليه وآله وسلم في وجه علي كرم الله وجهه وقال ( إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة علي أربعمائة مثقال فضة , إن رضيت بذلك ) فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قد رضيت بذلك يا رسول الله فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم ( جمع الله شملكما , وأسعد جدكما , وبارك عليكما , وأخرج منكما كثيراً طيباً ) {أخرجه الحاكم } عن أنس رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في المسجد إذ قال لعلي كرم الله وجهه ( هذا جبريل يخبرني أن الله عز وجل زوجك بفاطمة , وأشهد علي تزويجك أربعين ألف ملك ){ أخرجه الملاء في سيرته} وقد تزوجا في السنة الثانية للهجرة 0 ليلــــة الــــزفــــــاف في ليلة العمر , في ليلة العرس , ليلة الزفاف وبعد أن صلي رسول الله العشاء توجه إلي دار فاطمة عليها السلام الجديدة دخل عليهما صلي الله عليه وآله وسلم وكانت مع العروس أسماء بنت عميس تعاونها ومعهم العريس علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (وفي رواية ( بركة أم أيمن ) فطلب منها أن تحضر كوزاً كبيراً من الماء فقرأ عليه بعض الأدعية وأمر الزوجين أن يشربا ويتوضأ منها ففعلا وخرج وهو يقول اللهم بارك لهما واللهم بارك عليهما ) وفي رواية فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم ( والذي نفسي بيده لقد زوجتك فتى سعيداً في الدنيا , وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم طلب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من أسماء أن تأتيه بإناء فيه ماء معطر فرش منه علي جلد فاطمة وجلده وعلي رأسها ورأسه وقال اللهم أنها مني وإني منها اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها اللهم إني أعيذها وذريتها بك من الشيطان الرجيم , ثم صنع مع علي كرم الله وجهه مثل ذلك ودعا له كما دعا لفاطمة عليها السلام ثم قال صلي الله عليه وآله وسلم اللهم هؤلاء هم أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقال علي كرم الله وجهه ليلة عرسه مداعباً لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يا رسول الله أنا أحب إليك أم هي ( يقصد عروسه فاطمة الزهراء ريحانة النبي صلي الله عليه وآله وسلم ) فماذا كانت إجابة حضرة النبي له؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم ( هي أحب أليّ منك , وأنت أعـز علي منها ) ثم قال لأبنته العروس ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام ( حسبك أن خير نساء العالمين مريم أبنة عمران , وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون , فأنت منهن ) ثم وجه حديثه صلي الله عليه وآله وسلم إلي علي كرم الله وجهه قائلاً ( فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها , رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي , فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضي فاطمة ابنتي فقد أرضاني , ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ) ثم نظر صلي الله عليه وآله وسلم إلي أبنته فاطمة عليها السلام وقال صلي الله عليه وآله وسلم : ( قد أنكحتك أحب أهل بيتي إليّ , فقد زوجتك أقدمهم إسلاماً وأحسنهم خلقاً يا فاطمة إن الله أختار من أهل الأرض رجلين جعل أحدهما أباكِ والآخر بعلك , يا فاطمة إن زوجك سيد في الدنيا والآخرة ) [ أخرجه الحاكم والملاء في سيرته] وفي رواية( إنه علي بن أبي طالب وهو من تعرفين مكانته عندنا ! لقد زوجتك يا بنيتي أقدم الناس إسلاما وأعظمهم مقاماً وأكثرهم أدباً وفضلاً وأكفأهم شجاعة وإقداماً إنني زوجتك علي بن أبي طلب بأمر من الله وإنه أخي في الدنيا والآخرة أو ما كفاك هذا يا فاطمة! يا فاطمة لقد زوجتك من أعظم الرجال وأفضل الرجال وأكرمهم عند الله تعالي! إن زوجك علي بن ابي طالب نام في فراشي ليلة الهجرة وعرض نفسه للقتل من قريش وضرب بالسيف المشركين والكفار وهو أول المؤمنين إيماناً وأول المسلمين إسلاماً وهو مني بمنزلة هارون من موسي فأي امرأة في قريش لها زوج عالم وشجاع وفارس كزوجك علي؟ واستراحت فاطمة الزهراء عليها السلام لحديث رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وفاض وجهها نورًا وبشراً وابتهاجاً وأملاً 0 ثم أنصرف عنهما النبي صلي الله عليه وآله وسلم بعد ذلك ليتمتعوا بليلتهما في ظل دعاء الحبيب صلي الله عليه وآله وسلم ونصحه لهما فيا لها من ليلة سعيدة ويا له من زواجاً مباركاً ميموناً لخير عروسان في الإسلام0 لم تشترط العروس أن يقام الحفل علي أحدث الأغاني والمجون أو أن يقام في أكبر صالات الأفراح , أو أن تذهب للكوافير , أو أن ترتدي أفخر أنواع فساتين الزفاف أ وأن تتحلي بأفخر المجوهرات الثمينة 0 أنها الزهراء أنها فاطمة إنها الطاهرة , إنها الزكية, إنها الراضية , إنها المرضية , إنها المباركة عليها السلام إنها بنت رسول الله إنها الحبيبة بنت الحبيب صلي الله عليه وآله وسلم0 فالصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آل بيتك الطيبين الطاهرين والسلام عليكم يا بنت رسول الله السلام عليك يا أم سيدا شباب أهل الجنة والسلام علي زوجك كرم الله وجهه 0
|