| تاريخ المساهمة 29.10.11 23:18 | |
تستحوذ على السائر إلى الله سلطان الحقيقة . و السير إلى الله تعالى غير السير المعرفي أو البحث الفلسفي.فللحقيقة الصوفية معنى و أبعاد و مستويات. كما للكلمة مناح في المذاهب وا لأفكار الأخرى الباحثة في كنه الوجود و ما يتعلق بالإنسان على مستواه السلوكي الفردي العام. ترتبط الحقيقة أحيانا عند البعض بقدرة الفرد على استثمار قدراته و ملكاته العقلية و أدواتها ووسائلها المنطقية المادية المتعلقة بمدركات الحواس. فتنتظم الأفكار في نسق مترابط منظم ، لكنها سرعان ما تنهار لأول صدمة أو أزمة عند وجود عائق موضوعي ، أو وارد فكري ، أو تراكم نسبي ، فتصير الحقائق كلها مهملة لا تناسب عصرنا و وجودنا و ما نصبو إليه. غالبا ، وبحكم البعض ، ترتبط الفلسفات و العلوم بالشخص ، و اجتهاد ه الفردي في نشدان الحقيقة و سر العلم.لكن هذا المنحى ، لايوجد و لاينسجم في طرائق أهل الله تعالى و علومهم و أسرارهم. فالعلم اللدني حظ مشترط و عطاء عام خاص لمن ذاق و عرف وسار ، ومن اتبع .فهو مرتبط بالسابقة ، وهو كالعسل المصفى تختلف ألوانه و فيه شفاء للناس بحسب مراتبهم و سابقتهم. و المنبع و سر الفيض مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تنوعت صور و أشكال و ثمرات النور لكن الأصل واحد. يخطئ من يجعل من علوم أهل الله تعالى نسب ، فيقول الفكر الأكبري ، أو الطريق الشاذلية ، أو الفيض الرفاعي ، أو السر النقشبندي.فالتصوف مقام كما جاء في الفتوحات المكية ، و قبله وبعده مقامات و علوم ، أفرد لها الشيخ الأكبر أسفارا في الجزء الثاني. و لعل كتبه رضي الله عنه كانت تجديدا ليس فقط في الجانب العرفاني بل حتى في جانب التصور و التنظيم و الإبداع ، بل في نمط ، فلنقل إنتاج فريد في تاريخ بل في الوجود الإنساني. شهادة و حجة الله البالغة لنا و للإجيال القادمة على قوة و سطوع السمو الروحي. إذن ، نسلم مسبقا أن الحقيقة الصوفية ليست الحقيقة العلمية فينهما بون شاسع. وعندما نتحدث عن التصوف ، فإنما نتحدث عن صيرورة اجتهادية ، رافقت قوما نازلوا نفوسهم على بساط المراقبة و الإستغفار ، و أذاقوها مرارة الفطام عن كل شيء حتى استقامت على العبودية الحقة ، ثم دونوا تجاربهم و سطروها في كتب سماها من سماها بكتب القوم ، أو مواعظ الطائفة العلية.فهل الأصح أن نقول ، حقائق أهل الله تعالى ، و أذواقهم في معرفة و فقه و سلوك العرفان المحمدي عبر الأجيال؟. يبحث القارئ عبر دراسته لكتب القوم ، عن منهج علمي ، لكنه يصطدم منذ الوهلة الأولى بسرد رتيب عن حياة الولي رضي الله عنه ، فلايجد في ثنايا الكتاب خطأ أو مثالبا من المثالب الولي . أين بشرية الولي ، و أين قبته ؟. ولي كامل ، في وصف نوراني ، و تفرد تام ، و أخلاق كاملة ، لايشوبها النقص!!!!!!. لاوجود لمنهج ما في الكتاب ، ملاحظة ثانية ، مباحث معتادة ، تعريف بكلمة التصوف و مصطلحاته ، ثم دقائق الفهم للولي ، وسرد لمكانته العلمية و الربانية ، ثم ذكر للكرامات ، ثم عبارات و ألغاز ، بل لنقل أذواق يستحيل فهمها دون منازلة أو ذكر أو تجربة روحية تذكر.!!!!!!.
نتيجة منطقية ،عائق منهجي علمي ، فوضى عوض النظام .في ظاهر النص و ترتيب لموضوعاته ، لا نظام. وفي باطن الفهم ، بل سر الفهم ، إن لم يكن القارئ سوى باحث تراثي متحذلق ، لا يقرأ ليفهم ، بل ليضع نتيجة علمية أولية : علم التصوف ، علم شاذ لا نظام فيه . و أصحابه عبارة عن رهبان ليل كتبوا لنا مذكرات بالنهار ، عباراتها هيان بن بيان ؟. قد تثير كلماتي هته غيظ القارئ التقليدي ، لكن هي دعوة رحيمة إلى تنظيم و ترتيب ووضع علوم أهل الله تعالى في حلة جديدة بعيدا عن طوق التلقيد. ما معنى طوق التقليد ؟. التقليد أن أظل حبيس ما تركه لنا الأسلاف ، دون أن أناقشه ، بل و أرتبه !!!. و أنقحه و آخذ ما يناسب وجودي ، ووجود من حولي رأفة بهم !!!!.ثم تكون رسالتي القلبية الروحية تصل للقارئ في سهل ممتنع ، تستفزه كي ينهض و يقرأ و يتعلم ثم يعمل. العمل الإجرائي بعيدا عن الوجدان و الخيال المفرط و الشاعرية الزائدة على حدها. هذا ما أجده في طوق التقليد ، وواجب علي أن أتحرر منه ؟. تقرأ العرفان الأكبري ، و التميز الشاذلي ، والكمال النبوي ، ثم تقف شاعرا مولها ، لا تتحرك فيك لواعج العمل ، وبلوغ ما بلغه الأسلاف من الكمال التربوي !. طوق التقليد أن تظل سجين فكر ابن عربي رضي الله عنه ، في ذوق أبن عربي ، ثم لا تبحث كيف كان ابن عربي رضي الله عنه ، كان رضي الله عنه يريد لك و للأمة المحمدية أن تخلص لحقيقة معينة ، أنك عبد لله ، و أنك إن كنت له كان لك ، ليمدك سبحانه عقلك و روحك و جنانك و سرك بالعلم و سر العلم و دقائقه!!!!!. طوق التقليد ، أن نظل في أنانية التلقي ، لا نسمو لكي نجد طريقا بل منهجا للعلم و التعلم و الذكر و التذكر ، و نضع أنفسنا على محك المنازلة ، ننازل و نجاهد ، لعلنا نفوز بوهدة الفهم النوراني لخطاب الله تعالى في القرآن أولا و أخيرا. الفتوحات المكية كلمتان جامعتان ، للفتح المكي و المدد الرباني ، لمكة العبد ، وعرش الرب في الإنسان ، القلب. وسع عرفان العبد بربه ، فلقلبه وسع لا تطيقه السموات و الأرض. مكة الموطن و المكان ، ورحلة الزمن المتوهم ، والوقت المحدث في نسبية العبد وكماله. حيث تتوالى الأسرار و المعاني ، بحسب عطاء الله و فضله. و استعداد وقابلية العبد ، لتلقي نور الخطاب ، وفرقان الإنتماء و إمداد الحق.
يشتكي أهل الطريق ، من سوء الفهم ، و للأنكار التي تجدها علومهم. و عند التودد و التقارب والحوار مع غيرهم من المدارس الأسلامية الأخرى ، لا يجدون ذلك القبول و الود ، ونشدان المعرفة التي يطلبونها بصدق ، و تتملكهم. فيضطلعون لمهام الدفاع والتدافع و نصرة حوزتهم المباركة. لكنهم أحيانا تعوزهم مسألة الخطاب و كيفية التواصل ، و أحيانا الجهل بالجانب التاريخي للطائفة العلية ، لا ينفصل الفهم التاريخي للتصوف عن جانبه العلمي ومن فصلهما فكأنما فصل الأم عن ولدها وحرمها منه. فمنهم من لا يتجاوز فهم من تعلم منهم ، لا تسمع إلا هذه العبارة التي تلوكها الألسن : " هذا ما علمني شيخي !!!!." ;وكأن الشيخ لم يعلم مريده أن علمنا هذا مقيد بالكتاب و السنة. و أن فهم الشيخ المقيد لفهم معين للنصين لاغير. يظل فهما خاصا للرجل في مسائل اجتهد فيها ، مسائل تتعلق بالسلوك وفق شرط وفهم و إرادة معينة. فأي معيار نضع للسلوك : ( السلوك الأصلي الكامل ، و النموذج النبوي الكامل ، أم نظل سجيني السلوك الفرعي الجزئي أو التجزيئي للذات النبوية الشريفة ؟؟؟؟.). وعندما نتجاوز مراتب ما يسميه البعض " بنقد النقد" و هي كلمات تلوكها ألسن من تشبعوا بأدوات المستغربين منا ، كلمات تضحك أكثر مما تثير الفضول لجغرافية حروفها البليدة . تجد مسألة التقويم من أجل تطوير ملكة الحكم عند بعض أهل الله تعالى غائبة ، في تعطيل تام لملكة العقل. و كأن العقل و القلب في تضاد و مقابلة و صراع.ويحي كما يقول بعض المريدين إن تجاوزت ما قاله شيخي ؟......... فإن كان مقام التصوف عند ابن عربي يشترط فيه حضور قوي و عقل راجح و همة عالية و خلق سام ، فكيف تقرأ سيدي ما تقف عليهو تضع عليه خطوطا ، أم هو مرور الكرام وتبرك تام و ذل كامل أما ما يسطره الشيخ الأكبر قدس الله سره !!!!!!. من مريدي الحق ، عن حسن نية ، و اتباع غير مشروط ، يجعل من المقولة دستورا معطلا لكل ملكات العقل و القلب و سمو الروح أن تكون بين يدي شيخك ، كالميت في يد الغسال ).قاعدة العمل ، ومنهج السير ، فلا تنبس شفتيه إن كان وريث الشيخ الطيني يخالف الشرع ، وكم من شيخ عارف بالله عاد عن قوله بعد الغيبة و كان في حضور تام ، بعد أن تمكن من وارد غيبته ، فيحتكم للجام الشريعة و سياجها ، ورجاحة العقل وتبرئ من قوله. دعنا من الأدعياء الذين يستغلون مثل هذه القواعد لأغراضهم الشخصية ، فعنهم لانتحدث. فهل العقل الذي ينشد الحكمة في تبعية تامة للقلب أم القلب تابع للعقل؟. وهنا يقع البعض عند نقد النقد في ثنائية النور و الظلمة ، و كأن ما نحتكم إليه من أفكار ، عند تمحيصها تضمحل نورانيتها عند الصحة و البطلان ، كأنك في معادلة صعبة. لاتجادل و لاتناقش يأخ علي !!!،إياك و الجدال الجدال !!!!! الإتباع الإتباع !!!!!نازل نفسك لتفهم ، لا تفهم حتى تنازل وتجاهد نفسك الأمارة بالسوء !!!!!، الفهم الفهم. افهم عن الله !!. فما ظنك عندما نحتكم لميزان العقل و الشرع ، تجد بل من دعاك للفهم عن الله ، لا يدعوك إلا من نفسه الأمارة بالسوء ، لم يتخلص بعد من ربقة نفسه و أنفاسه !!!!!!؟. ولعل الشيخ الحكيم الترمذي رضي الله عنه ، في نصوصه الحكيمية ، نبه ووعظ عن سلطان شرور سلطان النفس و قيودها و ما لها من آثار على بعض السالكين إلى الله تعالى ، كتابه دعوة لتحررمن سلطان الحظوظ حتى عند العارف بالله ، لا يخلص إذا لم يخلصه مولاه سبحانه وتعالى. و لعلنا نعيش و للأسف زمن فهم الفهم ، بمعنى نفس الأرجوحة نقد النقد!!!!. وللموضوع بقية
|
|
| |
| تاريخ المساهمة 30.10.11 17:31 | |
بارك الله فيكى اختي صوفيه وافتخر على هذه الموضوع المبارك
وفقكى الله لكى خير
تحياتي ودعواتي
|
|
| تاريخ المساهمة 01.11.11 19:20 | |
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
================
|
|
| تاريخ المساهمة 02.04.12 19:50 | |
ممصدر الموضوع
|
|