| تاريخ المساهمة 21.09.11 1:04 | |
هل نحن الآن في حاجة إلى التصوف
« إذا كان السف الصالح ، ومن مضى رضوان الله عليهم ، لم يكونوا في حاجة إليه ، بل كان المتصوف يعمل لله ولنفسه ولمريديه . فنحن في عصرنا هذا أشد الناس حاجة إلى متصوف ، يعمل بنظام التصوف الحقيقي ، وذلك لأن شبابنا قد استهوته الأهواء ، وسيطرت على قلبه ، فأصبحت دور السينما من المغريات ، وأشد الوسائل جلبا لها ، والمجلات الفارغة ، والإذاعات اللاهية اللاعبة ، أصبح كل هذا يستهويه ، وإذا سيطرت الأهواء والشهوات ، على جيل من الأجيال ، أصبحت خطب الخطباء لا تجدي ، وكتابة الكتاب لا تجدي ، ومواعظ الوعاظ لا تجدي ، وحكم العلماء لا تجدي ، وأصبحت كل وسائل الهداية لا تجدي شيئاً ، وحسبك أن ترى المجلات الدينية ، توزع بأقل من نصف العشر ، أو ربع العشر ، مما توزه المجلات اللاهية العابثة ... اذن لا بد لنا من طريق آخر للإصلاح . هذا الطريق : أن نتجه إلى الاستيلاء على نفوس الشباب ، وهذا الاستيلاء يكون بطريق الشيخ ومريديه ، بحيث يكون في كل قرية ، وفي كل حي من أحياء المدن ، وفي كل بيئة علمية ، أو اجتماعية أو سياسية : رجال يقفون موقف الشيخ الصوفي من مريديه . إن العلاقة بين المريد والشيخ ، هي التي يمكن أن تهذب وأن توجه . يقول الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات : إن بين المعلم والمتعلم روحانية ، تجعله ينطبع بفكره ، ويتطبع بكل ما يلقنه من معلومات . نحن في حاجة إلى هؤلاء الذي يستهوون الشباب ، ليصرفوهم عن هذا الهوى الماجن ، وليوجهوهم ، ولذلك أوجب أن نتجه إلى الصوفية كعللاج أخير لوقاية الشباب من الفساد ، وليس هناك علاج أجدى منه . لأن التصوف يتضمن ثلاث حقائق : 1 – الحقيقة الأولى : محاربة الهوى والشهوة والسيطرة على النفس . 2 – والحقيقة الثانية : الاتصال الروحي والوجداني . 3 – والحقيقة الثالثة : يقتضي التصوف تلقائيا ، وجود شيخ ومريد ... ولا ننسى أن الطرق الصوفية في أفريقيا ، كان لهم الفضل والسبق في محاربة الاستعمار الفرنسي والانكليزي ، والإيطالي وغيرهم ، وهم الذين حرروا كثيرا من الأرقاء والعبيد ، وتوجيههم . والإمام السنوسي الكبير : عندما أراد أن يصلح بين المسلمين ، اتجه أول ما اتجه إلى أن نهج نهجا صوفيا . وكان منهاجه في ذاته عجيبا غريبا . فإنه اتخذ المريدين ، ثم أراد أن يجعل من هؤلاء المريدين : رجال أعمال كأحسن ما يكون رجال الأعمال ، ولذلك أنشا الزوايا ، وأول زاوية كانت واحة عامرة في وسط الصحراء ، ويعمل رجالهم وقواتهم فيها فاستنبط الماء ، وجعل فيها زرعا وغراسا وثمارا . ووجههم ، وعلمهم الحرب والرماية ، حتى أقضوا مضاجع الإيطاليين أكثر من عشرين سنة ، في الوقت الذي عجزت فيه الدولة العثمانية ، عن أن تعين أهل ليبيا ، واستمرت المقاومة السنوسية ، بهذه الزوايا إلى أن أزال الله الدولة الإيطالية ، وإذا السنوسية تحيا من جديد ... لا أود أن أتعرض لنشأة التصوف في الإسلام ، وقبل الإسلام ، ولكني لا أستطيع أن أقول : إن عمر بن الخطاب لم يكن متصوفا ، وهو الذي قال فيه محمد : لو كان في هذه الأمة محدثون لكان عمر بن الخطاب والذي كان من أقرب أصحابه إلى ا ، حتى إنه عندما ذهب إلى العمرة وجه إليه القول وقال له : لا تنسا من دعائك يا أخي . ولا أستطيع القول إن آبا بكر الصديق الذي كان يركب الصعب من الأمور ضابطا نفسه ليس صوفيا . وقد كان وما زال هناك موجهون ، وشيوخ ، لهم مريدون ، ولهم أتباع ، وهؤلاء الذين نرجو أن يعود التصوف على أيديهم كما ابتدأ » .
الدكتور محمد القهوجي
منقول من موقع التصوف الاسلامي
|
|
| |
| تاريخ المساهمة 27.09.11 12:53 | |
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
|
|
| تاريخ المساهمة 27.09.11 17:35 | |
|
|