| تاريخ المساهمة 21.09.11 1:14 | |
الأشاعرة هم فرقة من أهل السنة والجماعة وافقوا إمامَ الْهُدَى أبا الحَسَنِ الأشعريَّ في عقيدتهِ وتمسَّكوا في كُلِّ ما أقرَّ بهِ في عِلْمِ الكلام ولم يَشِذُّوا عنها. هو الإمامُ الأكبرُ أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إسماعيلَ بنِ إسحاقَ الأشعريُّ البصريُّ، إمامُ المتكلِّمين، وناصرُ سُنَّةِ سَيِّدِ المرسَلين، والذَّابُّ عن الدِّين، والمصحِّح لعقائدِ المسلمين، القامعُ للمعتزلةِ والخوارجِ والْجَهْمِيَّةِ وسائرِ أصنافِ المبتدِعةِ بلسانهِ وقلمهِ، صاحبُ التصانيفِ الكثيرةِ التي ذُكِرَ أنها تبلغُ خمسةً وخمسينَ تصنيفًا. قال أبو بكرٍ الصَّيْرَفِيُّ وهو من نظراء الشَّيْخِ أبي الحسن: "كانتِ المعتزلةُ قد رفعوا رؤوسَهم حتَّى أظهرَ الله الأشعريَّ فحَجَرَهُمْ في أقماعِ السِّمْسِمِ". كان الأشعريُّ شافعيَّ المذهب. وحُكِيَ عن أبي إسحاقَ الإسفراييني أنَّ أبا الحسنِ الأشعريَّ كان يقرأُ على أبي إسحاقَ الْمَرْوَزِيِّ الفِقْهَ وهو يقرأُ على أبي الحَسَنِ علمَ الكلام. وقد جَمَعَ الحافظُ ابنُ عساكرَ لهُ ترجمةً حَسَنَةً ورَدَّ على مَنْ تَعَرَّضَ له بالطَّعْنِ في كتابٍ سمَّاه (تبيينَ كَذِبِ المفتري فيما نُسِبَ إلى الشَّيْخِ الأَشعري). صَرَّحَ أبو الحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ في كتابهِ (النوادر) بتكفيرِ المُشَبِّهَةِ المجسِّمة. أمَّا هذا الكتابُ المنسوبُ إليهِ المعروفُ بـ (مقالات الإسلاميين) فلا يَصِحُّ نسبتُه إليه. هذا الكتابُ المُسَمَّى (مقالات الإسلاميين) يقولُ بترك تكفيرِ كُلِّ الفِرَقِ المنتسبةِ إلى الإسلامِ من مُشَـبِّهَةٍ ومُرجِـئَةٍ وجَبْرِيَّةٍ ومعتزلةٍ وغيرِهم. وهذا الكلامُ لا يوافقُ عليه الإمامُ أبو الحسن. وهكذا كتابُ (الاقتصاد في الاعتقاد) للغَزَاليِّ. فاحذروا هذين الكتابين. تُوُفِّيَ أبو الحَسَنِ في بغدادَ سنةَ أربعٍ وعشرينَ وثلاثِمِائةٍ للهجرة. وقيل سنةَ عشرين، وقيل سنةَ ثلاثين. رَحِمَ الله أبا الحَسَنِ ونَفَعَنَا بعلمهِ. وأمَّا الماتُرِيدِيَّةُ فهُمُ الفِرْقَةُ الثَّانيةُ من أهلِ السُّـنَّةِ والجماعةِ، وافقوا إمامَ الهُدَى أبا منصورٍ الماتُرِيدِيَّ في عقيدتهِ وتمسَّكوا في كُلِّ ما أقرَّ بهِ في عِلْمِ الكلامِ ولم يَشِذُّوا عنها. هو أبو منصورٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمودٍ الماتُرِيدِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ. والماتُرِيدِيُّ نسبةً إلى ماتُرِيد، وهي مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ فيما وراءَ النَّهْرِ. وكانَ الإمامُ الماتُرِيدِيُّ والإمامُ أبو الحَسَنِ الأشعريُّ الإمامَينِ الجليلَينِ اللَّذَينِ حَرَّرَا عقيدةَ أهلِ السُّـنَّةِ والجماعةِ بالأدلَّةِ النقليَّةِ والعقليَّةِ. وقد لُقِّبَ الماتُرِيدِيُّ بـ[[إمامِ الهدَى]] و[[إمامِ المتكلِّمينَ]] و[[إمامِ أهلِ السُّـنَّة]]، وهي ألقابٌ تُظْهِرُ مكانتَه في نفوسِ مسلمي عصرِه ومُؤَرِّخِيه. وعلى رَغْمِ ذُيوعِ اسمهِ واشتهارِه واشتهارِ فِرْقَةِ الماتُرِيدِيَّةِ المنسوبةِ إليهِ فقد كان المؤرِّخونَ الذينَ كتبوا عنه قِلَّة. ولم تَذْكُرِ المراجعُ سَنَةَ ميلادِه بالتحديدِ، ولكنْ يُمْكِنُ القَوْلُ إنه وُلِدَ في عَهْدِ المُتَوَكِّلِ الخليفةِ العبَّاسيِّ، وإنه يَتَقَدَّمُ بمولدِه على الإمامِ أبي الحَسَنِ الأشعريِّ ببِضْعٍ وعِشْرِينَ سنةً. وُلِدَ في بيتٍ شُغِفَ بالعلومِ الدِّينيَّةِ. فنشأَ وتعلَّم علومَ الدِّينِ منذُ صِغَرِهِ. ولم يتقاعسْ لحظةً في الدَّعوةِ إلى مذهبِ أهلِ السُّـنَّةِ والدِّفاعِ عنه والتَّمَسُّكِ به. ولم يَفْتَرَّ عزمُه عن الاشتغالِ بعِلْمِ الكلامِ والتأليفِ فيهِ ونَصْبِ الأَدِلَّةِ والحُجَجِ والبراهين. ولم تذكرِ المراجعُ إلَّا القليلَ من مشايخهِ الذينَ تلقَّى علومَه عنهم، إلَّا أنهم جميعًا يَصِلُ سَنَدُهُمْ في العلمِ إلى الإمامِ الجليلِ أبي حنيفةَ النُّعْمَان. وكانَ للإمامِ أبي منصورٍ الماتُرِيدِيِّ العديدُ من المؤلَّفاتِ منها ما كانَ في عِلْمِ الكلامِ والعقيدَة، ومنها ما كانَ في أصولِ الفِقْهِ، ومنها ما كانَ في تأويلِ القرءان. أمَّا في علمِ الكلامِ فلهُ عِدَّةُ مصنَّفاتٌ منها: كتابُ (التوحيد)، وكتابُ (المقالات)، وكتابُ (الرَّدِّ على القَرامِطَة)، وكتاب (بيانِ وَهْمِ المعتزلة)، وغيرُها. وأمَّا في عِلْمِ أصولِ الفِقْهِ فلهُ كتابُ (الجَدَل) وكتابُ (مأخذِ الشَّرائعِ في أصولِ الفِقْهِ). وأمَّا مؤلَّفاتُ الإمامِ الماتُرِيدِيِّ في تأويلِ القرءانِ فمنها كتابُ (تأويلاتِ أهلِ السُّـنَّة) ويقالُ له (تأويلاتُ الماتُرِيديِّ في التفسير) أو (تأويلاتُ القرءان). ومن تصانيفِ الإمامِ أبي منصورٍ الماتُرِيدِيِّ كتابُ (شرحِ الفِقْهِ الأكبر)، وهو كتابٌ يُعْرَفُ محتواهُ من عُنْوانهِ. فقد تناولَ كتابَ (الفِقْهِ الأكبرِ) لأبي حنيفةَ بالشَّرْحِ والإيضاحِ والتفسير. تُوُفِّيَ الإمامُ أبو منصورٍ سنةَ ثلاثِمِائةٍ وثلاثٍ وثلاثينَ للهجرة ودُفِنَ بسَمَرْقَنْد. رَحِمَ الله أبا منصورٍ ونَفَعَنَا بعلمهِ. والحمدُ لله رَبِّ العالَمين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|
|
| |
| |
| |