( تفاوت مستويات المشاكل السلوكية تبعاً لخصائص
النمــــو )

تتنوع المشاكل السلوكية
وتتفاوت مستوياتها وفقاً لأسباب متعددة وهذا بدوره يتحكم في درجة وكمية الضرر
الناتج عن ذلك 0 ويعتبر السبب الرئيسي في تفاوت مستويات المشاكل السلوكية هو (
متغيرات خصائص النمو ) 00 إذا لنتعرف على السبب الرئيسي :
-أولاً : خصائص النمو العام لطلاب المرحلة الابتدائية :
لعل من أهم خصائص النمو لطلاب هذه المرحلة بطء النمو الجسماني وازدياد الطول بحيث
لا يتجاوز في الغالب وفي الحالات النادرة المتر والنصف متر ، في حين تكون القوى
العضلية غير قادرة على مواكبة نشاط الطفل الحركي في هذه المرحلة وربما أقحم نفسه
في مخاطر بحكم حماسه الشديد للاكتشاف واللعب في هذه المرحلة 0أما النمو الحركي
فتزداد سيطرته وتحكمه في معظم أعضائه وحركاته كما تصبح الحركة الدائمة سمة واضحة
للطالب في هذه المرحلة ، كما يتأثر كثيراً بأفلام وقصص المغامرات الخيالية التي
يشاهدها إما في التلفزيون أو عبر أجهزة الألعاب الإلكترونية
وقد يحاول تقليدها في كثير من الأحيان ، كما أن رغبته وفضوله الشديد للتعرف على
الأشياء تظهر بشكل كبير 0 (1)
أما النمو الحسي فيتمثل في تطور قدرات الشم والبصر والإحساس بشكل يواكب متطلبات
هذه المرحلة العمرية وإن كانت الأبحاث قد أشارت إلى أن أكثر من 0 9% من أطفال
المرحلة الابتدائية مصابون بطول النظر ، أما النمو العقلي فهناك نمو ملحوظ في
الذكاء وأساليب التفكير والتخيل ولكنه يظل محصوراً في الأشياء الملموسة أمام
التلميذ أما الانتباه فيعتمد على مدى التشويق والإثارة والمحافظة على ذلك للوقت
المطلوب 0( 2 )
أما النمو اللغــــوي فيكـــــاد ينحصـــــر تطوره في مهارات القراءة والكتابة
المستندة على جودة التدريس
وقوته في الاستفادة من هذه الخاصية 0
أما النمو الانفعالي للطالب في هذه المرحلة فيتجه نحو الهدوء والاستقرار قياساً
بسمات التهور والاندفاع التي كانت تغلب سلوكه قبل دخوله المدرسة حيث يتقبل الجو الجديد
لها وتحده أنظمتها 0
-ثانياً : خصائص النمو العام لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية :
يحدث تطور كبير في وظائف الجسم عموماً وتزداد المدركات لما يحدث حول الطالب في
بيئته ، وتعد مجالات النمو الحركي والجسمي هي الأبرز في هذه المرحلة ، يواكبها نمو
عقلي مناسب وتزداد القدرات الحسية والانفعالية وتنمو مهارات القدرة على اكتساب
المعلومات والتفكير لحل المشاكل والتخلص من المعوقات ، كما تتطور قدرات الاعتماد
على النفس والنمو الاجتماعي في ترابط وثيق مع متطلبات هذه المرحلة العمرية التي
تعتبر هي الأخطر في حياة الطالب وتتطلب أساليب مغايرة للتعامل معه عنها في المرحلة
الابتدائية خصوصاً حاجة طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية إلى تقدير شخصي أكثر ،
وتعامل أمثل ، وثقة أكبر 0 (1 )
- ثالثاً: أثر خصائص النمو في المشاكل السلوكية :
بالنسبة للمرحلة الابتدائية تعتبر مسألة النشاط الحركي الفائض للطالب وعدم إدراكه
أن انتقاله من البيت إلى المدرسة فيه حد من الحرية الشخصية وضوابط تختلف تماماً
عما هو متاح له في المنزل فإنه قد لا يتقبل هذا الأمر بسهولة مما يجعله يجنح
أحياناً وفقاً لمؤثرات متعددة أو دوافع إلى الوقوع في بعض المشاكل السلوكية خصوصاً
في مرحلة الصفوف الأولية الذين قد يصدر منهم بعض العناد في التجاوب للتعليمات وقد
يقوم الطالب بذلك بشكل غير مقصود فيخرق النظام مثل دخوله إلى الفصل أو خروجه
الحركة داخله دون إذن من المعلم 0 وخلاصة القول في هذه النقطة أن طلاب هذه المرحلة
بدافع من حبهم للحركة الشديدة ورغبتهم الجارفة في الألعاب قد يقومون ببعض المشاكل
البسيطة التي قد تفسر على أنها دون إدراك حقيقي لسلبيات وأبعاد هذا الأمر 0
أما المرحلتين المتوسطة والثانوية فتبرز بشكل كبير مرحلة المراهقة كأهم وأخطر
مرحلة في سلم خصائص النمو ، وتساهل المعلم أو المدرسة في التطبيق الأسلوب الأمثل
للتعامل مع هذه المرحلة ينتج عنه الكثير من
السلبيات وقد تؤدي في غالب الأحيان إلى جنوح الطالب إلى ارتكاب سلوكيات غالبيتها
من باب العناد والتفاخر بإظهار القدرات 0
و لأن الطلاب الذين يمرون بمرحلة المراهقة يحتاجون إلى تعامل خاص فإن على المدرسة
والمعلم تطبيق ما يناسب التعامل الأمثل معهم ومن المهم جداً ألا ينظر المعلم إلى
طرق التعامل الأنسب على أنها ( عناية مبالغة فيها ) بل أن يدرك أن طلاب هاتين
المرحلتين لديهم متطلبات ورغبات نفسية وجسمانية يجب أن تُراعى بشكل جيد 00هذا أمر
في غاية الأهمية إذا أردنا السير منذ البداية بشكل سليم 0
والترابط بين خصائص النمو وأثرها في المشاكل السلوكية إذ انه من السهل أن تستنتج
أن المشاكل السلوكية الأكثر خطراً تكون في مراحل النمو الأكبر نظراً لاتساع القدرة
على إحداث الضرر ، وبالمقابل فإن السيطرة على سلوك غير مقبول في الصفوف الأولية هو
أسهل بكثير من السيطرة على مثيله في المرحلة الثانوية أو المتوسطة00 من البديهي أن
نراعي خصائص النمو بدرجة تتناسب مع إدراكنا لهذا الفرق
===========
( تصنيــــف المشــــاكل الســــــلوكية )
تحدث يومياً في الكثير من المدارس العديد من المشاكل السلوكية تتفاوت مستوياتها
ومسبباتها ودرجاتها ، سنحاول هنا أن نبرز أكثر المشاكل السلوكية شيوعاً مع محاولة
الحصول على تصنيف لها 00
لنبدأ أولاً بحصرها:
- 1- السلوكيات التي لا تعتبر مشكلة :
وهي وإن كانت لا تعد مشكلة حقيقية إلا أنها مزعجة للمعلم ومن أمثلتها :
عدم الانتباه لفترة قصيرة – التحدث عند انتقال المعلم من عنصر إلى أخر أو من نشاط
إلى نشاط – أو الغفلة لفترة قصيرة – التوقف القصير للطالب عن أداء المهمة المكلف
بها 0 (1 )
وهذه السلوكيات ربما يرى المعلم الجديد على المهنة أنها تزعجه كثيراً ولكن الأكثر
خبرة سيرى أن التوقف لمعالجة كلاً منها سيولد من السلبيات ما كان في غنى عنها لو
تجاهلها ما لم تتطور 0
- 2- : المشاكل السلوكية البسيطة :
ويمكن حصرها في المشاكل التي تخرق نظام المدرسة أو إجراءات الانضباط أثناء تلقي
العملية التعليمية ،وإن كانت في غالب الأحوال – وإن تكررت – لا تكاد تعطل سير
الدرس أو النشاط الذي يتم أثناء حدوثها ، كما أنها لا تلغي الاستفادة من الدرس أو
النشاط ، ومن أمثلتها :
(التسابق الغير مقبول للإجابة على السؤال وما ينتج عن ذلك من ضوضاء وعلو الأصوات
وقد يزيد إلى مغادرة بعض التلاميذ لمقاعدهم بدون إذن المعلم ، أو لأداء عمل لا
علاقة له بالدرس – ومثله أيضا قيام آخرين من الطلاب بتناول الأطعمة و المشروبات
أثناء الدرس وإلقاء النفايات على أرضية الصف – الثرثرة الخافتة مع الزميل ) :
وغالباً ما تكون هذه السلوكيات بسيطة وسريعة ، والصبر القليل من المعلم كفيل بعدم
إثارتها وإشغال بقية الطلاب بها و لا تحتاج لأكثر من ذلك ما لم يرى المعلم أنها
تتصاعد تدريجياً وتؤثر على سير الدرس أو بقية المجموعة 0 (2)
3- : المشاكل السلوكية ذات المدى المحدود :
وهي التي تعطل سير العمل ، أو تعتبر مخالفة صريحة لنظام المدرسة كما أنها تعيق
عملية التعلم أو أداء النشاط الممارس حينها ، ومن أبرز أمثلة هذا النوع الذي
غالباً ما يكون فردياً :
[ انصراف الطالب عن العمل المكلف بأدائه – التحدث والحركة المستمرة داخل الصف أو
الرفض لأداء العمل ، وهي قد تتطور إلى ما هو أكبر مثل تخريب الأثاث أو الاعتداء
على الزميل ] (1 )

4- : المشاكل السلوكية الكبيرة والمتفاقمة :
وهي التي تتطور من مشكلة بسيطة فردية إلى مشكلة خارقة لنظام المدرسة بشكل يكاد
يكون جماعياً ويشكل تهديداً للعملية التعليمية ، أو مانعاً لسير الدروس و الأنشطة
0 ولعل من أبرز أمثلة هذا النوع :
[ كثرة الأحاديث الجماعية داخل الصف رغم مطالبة المعلم المستمرة بالكف عنها أو
أثناء الأنشطة رغم تحذيرات المشرف أو التمادي في إيذاء الآخرين – ومنها رفض
التعاون مع المعلم أو تنفيذ مطالبه في الدرس أو النشاط و تشتيت انتباه الزملاء 00
وكل ما يماثل ذلك من مخالفة كبيرة تعيق العمل التعليمي أو تنفيذ النشاط المقرر أو
تخل بنظام المدرسة 0(2)

- ثانياً : تصنيف المشاكل السلوكية :
ويمكن تقسيمها على أساسين :
1- على أساس كونها فردية أو جماعية :
يمكن من خلال هذا التصنيف النظر إلى أي مشكلة - بغض النظر عن حدتها أو بساطتها- من
خلال كونها فردية أو جماعية ، وكما هو المعروف فالفردية ما يقوم بها فرد أما
الجماعية فهي المشكلة التي يشترك فيها مجموعة من الطلاب سواء باتفاق أو لتشابه المسببات 0(3)

بصراحه انتي رووعه يا سماح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]