| تاريخ المساهمة 28.09.11 10:05 | |
صعوباتالتعلم عند الصغار ومحاولة تجنبها قد تشكو الكثير من الأمهات من صعوبة تعلمأبنائها وتعثرهم في دراستهم على الرغم من أنها ترى أن ولدها مثلاً يفهم كل شيءتقوله له ويفهم أحداث مسلسلات التلفزيون وبرامج الأطفال ويسرع إلى التليفون عند دقهويلعب جيداً بلعبه.. إنها ترى أنه يتمتع بالذكاء بسبب رؤيتها لهذه الأمور. ونقول لهؤلاء الأمهات إن العملية التعليمية يلزمها فعلاً قدر من الذكاء حتى تتموأن الطالب يجب أن يتمتع بقدر كاف من الذكاء حتى يتسنى له الدراسة والفهم.. ولكن يجب أن نفهم أولاً ما هو الذكاء؟.. فالذكاء ليس مجرد إحساسات أولية من لعبواستجابةمنعكسة للأصوات والصور والأشكال والألوان فالله سبحانه وتعالى قد وضع بعضهذه الصفات التي يقال عنها ذكاء في الحيوان أيضاً فالقطة مثلاً يمكن وصفها بالذكاءالشديد حيث تستجيب للأصوات وتكون استجابتها وحركتها سريعة بل وكثيراً ما تفهم مايقال لها وكذلك الكلب والحصان وغيرها من الحيوانات التي قد يتعامل معها الإنسانوكثيراً ما نرى العجب من ذكاء وأمور غير متوقعة من حيوانات السيرك التي خضعت للكثيرمن التدريب حتى تؤدى مثل هذه العروض المذهلة. ولكن هذه المخلوقات ذات ذكاءمحدود لا يقارن بذكاء الإنسان فالقطة أو الكلب أو الحصان لن يستطيع فى يوم منالأيام أن يكتب أو يرسم أو يتصل برقم في التليفون فالله سبحانه وتعالى قد ميزالإنسان بعمليات عقلية معقدة وقدرات معينة تمكنه من أعمال لا يقدر عليها الحيوانمهما بلغ ذكاؤه. ولهذا فذكاء الإنسان يقاس باختبارات معينة خاضعة لدراسات مطولةفي علم النفس التجريبي، حيث تقاس نسبة الذكاء من اختبارات متنوعة حتى يمكن تحديدنسبة الذكاء. فإذا وجدت الأم أن ابنها يعاني من صعوبات معينة في التعلم هناينبغي عليها أخذه إلى طبيب نفسي أو متخصص في قياسات الذكاء حتى يحدد نسبة ذكائهويحدد نوعية الصعوبات التي يعانى منها حتى يمكن علاجه ولا تتطور هذه المشكلةوتتفاقم. وعند قياس نسبة الذكاء يضع المتخصص في اعتباره عدة عوامل حيث إنالذكاء ليس عاملاً واحداً بل هو ذو عوامل كثيرة فالطالب الذي يبرع في الرياضياتمثلاً قد لا يستطيع القراءة بصورة جيدة فهنا يكون ذكاؤه في اتجاه واحد دونالآخر..فعلى الرغم من تفوقه في مجال الحساب والرياضيات قد لا تكون نسبة ذكائهعالية. وهناك من يتفوق في الرسم أو الموسيقى مثلاً ويكون من الفنانين البارعينولكنه في نفس الوقت لا يتقن الحساب أو القراءة والكتابة من أصلها.. ولذلك يكونالمعامل العام للذكاء هو جمع النسب المختلفة للذكاء في كل الاتجاهات معاً وحسابمتوسطها تكون نسبة الذكاء. والمعامل الطبيعي للذكاء في الطفل هو 100% أما شديدالذكاء فتكون نسبة ذكائه 120% أو130% أو أكثر حسب نسبة تفوقه في المهارات المختلفةالتي قاستها الاختبارات. فإذا ذهبت الأم لقياس نسبة ذكاء ابنها وكانت أقل من 100% وهي تعتبره ذكياً في تعاملاته في المنزل فإن حكمها على ذكائه حكما خاطئاًفمعنى أن يقل في معامل ذكائه عن 100% أن هناك مشكلة تعوقه في الفهم لأن هذه نسبةأقل من الطبيعي وقد تكون لديه معوقات للعملية التعليمية ولا عجب أن تكون نسبةالذكاء أو المعامل العام للذكاء هي 90% بينما تكون نسبة الذكاء في الموسيقى 120% وفي التفوق الرياضي والمهارات الحركية 130% مثلا فليس معنى التفوق في مجال معين أننسبة الذكاء مرتفعة. ومن هنا يجب على الأم أن تدرك أنها أمام أمر واقع يجبعلاجه بأن تضع يدها على موضع الخلل أي الذي تقل به نسبة الذكاء ومحاولة علاجه فقدتكون نسبة الذكاء مثلاً 100% وهي نسبة طبيعية ولكنها في مجال الرياضيات والعملياتالحسابية فقط 80% وهنا يجب التركيز على زيادة تدريب الطالب في هذا المجال الذي تقلفيه نسبة ذكائه وإعداد المثيرات التعليمية الخاصة بهذا المجال بشكل مكثف حتى يمكنتنمية قدرات الطفل في هذا المجال بقدر المستطاع.
ومن ناحية أخرى وضع اليد علىالمجالات التي يتفوق فيها الطفل والتي تزيد فيها نسبة ذكائه أي البحث عن التميزبواسطة تلك الاختبارات المقننة والتوصل إلى معرفة تامة لمجالات نبوغ الطفل حتى يمكنوصفه به وخاصة للأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية فهؤلاء الأطفال لا يتساوونفي النسب الفرعية للمجالات المختلفة، فكل طفل يتميز في مجال يختلف عن الآخر وهنايجب وضع الطفل في المجال الذي يتميز فيه حتى ينبغ فيه ويستطيع تكوين مستقبل أفضل. عامل الوراثة ونسبة الذكاء للوراثة دوراً كبيراً جداً في تحديد نسبة ذكاء الطفلفقد يولد الطفل بنسبة ذكاء عالية كأبويه وإذا وضع في إطار مثيرات بيئية تنمي هذاالذكاء وهذه القدرات ولا تخمدها تزيد نسبة ذكائه أيضا عن والديه. ومن واجبالآباء مراعاة هذه العملية الوراثية لأن العكس صحيح لذا يفضل الاستشارة الوراثيةقبل الزواج فإذا ثبت أن زواجاً معيناً بين شاب وفتاة سواء كانوا من الأقارب أوغيرهم أن زواجهم سوف ينتج عنه أطفال ذوو نسب من الذكاء أقل أو ذو إعاقة ذهنيةلأسباب وراثية هنا يجب تجنب الزواج بينهما من أساسه لأن ذكاء الطفل هو الذي يؤهلهللتعليم وقلة نسبة ذكائه قد تشكل عاتقاً كبيراً وصعوبة من صعوبات التعليم وهذا لايرضى الأهل فقد يكون الزواج بين هذا الشاب وفتاة أخرى غير الأولى من المحتمل أنينتج عنه أبناء أصحاء وأذكياء نظراً لقلة احتمال الأمراض الوراثية التي قد تنتج منكون كلاهما حاملاً فقط لجين المرض الوراثي أو غيره فحدث التكامل بين الجينات التيتكون ضحية الطفل.
فإذا كانت حماية أطفالنا في أيدينا قبل الزواج فهنا يجب الحرصوالوعي وعدم الإهمال.. الرعاية الطبية للأم الحامل لكي تحافظ الأم على طفلهاالمولود يجب عليها الحرص أثناء فترة الحمل لأن هناك أسباباً لإعاقة الطفل الذهنيةترتبط بقترة الحمل فعلى الأم الحامل مراعاة الأمور التالية: 1 أن تحرص على أنيكون حملها آمناً من الملوثات الكيميائية والميكروبية التي قد تؤدي إلى التهابات قدتعوق نمو مخ الجنين نمواً كاملاً، ومن المواد التي يجب على الأم الابتعاد عنها: المبيدات الحشرية واستخدامها في المنازل بصورة مكثفة دخان السجائر بشكل سلبى أوتدخين الأم وكذلك الحرص على البعد عن الأطعمة المعلبة المحتوية على مواد حافظة قدتكون سبباً معوقاً لنمو مخ الجنين وخاصة عندما تتناولها الأم بصورة كبيرة.. وكذلكيجب على الأم المحافظة على نفسها من الالتهابات الفيروسية ووقاية نفسها من بعضالأمراض المشوهة للجنين مثل الحصبة الألمانية. 2 في حالة وجود مريض سواء كانمزمناً أو غير مزمن عند الأم الحامل يجب رعايتها ورعاية الجنين رعاية صحية ومتابعةنموه في ظل تناولها للأدوية المختلفة حيث يجب تناول الأدوية التي ثبت أمانهابالنسبة للحمل. 3 يجب أن تكون الولادة آمنة بأن يشرف على الولادة الطبيب أوالطبيبة ولا تكون الولادة في المنزل بدون خبرة أو إشراف طبي، حيث يتوفر للطبيب منالخبرة والممارسة القدرة على المحافظة على الأم والجنين بحيث لا يتأخر داخل الرحملدرجة حدوث نزيف مخي وحتى لا يحدث أن يتم جذبه بطريقة غير صحيحة فيحدث له قطع فيأعصاب اليد.. فالطبيب المتخصص قادر على تلاقي مثل هذه الأمور. 4 بعد ولادةالطفل بعد أن يولد الطفل يجب الكشف عليه بدقة لاكتشاف ما إذا كان يعاني من أي أمراضوراثية من عدمه، أو وجود عيوب خلقية لديه حتى يمكن علاج هذا الطفل بأسرع ما يمكنوبأفضل ما يمكن وأنسب من الاحتياطات الطبية العلاجية حيث يؤكد على ذلك.
أ/ د. محمد لطفيأستاذ المخ والأعصاب بكلية طب القصر العيني
|
|
| |
| |
| |