| تاريخ المساهمة 28.09.11 14:03 | |
قال الشاعر
:
قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا - - - كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي - - - يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا سُـبـحـانَـكَ الـلَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ - - - عَـلَّـمـتَ بِـالقَلَمِ القُرونَ الأولى
لاحظ أن d]قال ] فعل ماض .
والفعل المضارع للفعل d]قال ] هو d]يقولون ] . . وهم يقولون الآن :
قم للمعلم يا بني عجولا *** واضربه حتى يرتمي مقتولا
هاجمه بالكرسي واكسر رأسه *** فالرأس كان مخرفا وجهولا
وإذا افتقدت من الكراسي عدة *** أشهر عليه الساعد المفتولا
ولا عجب أن نقرأ ما سُطّر أعلاه أو غيره "مما كثر" , فقد أضحى المعلّم "شمّاعة" يحمّلها السواد الأعظم تبعات أخطائهم , ويعلقون عليها أسباب ضعف مخرجات التعليم , دون التمحيص والتمعّن والتدقيق في ما وراء ذلك , أو الحذر من نتائج التقليل من قدر المعلم , فالنتائج ستكون وخيمة على المجتمع ككل , فالمعلّم كالسلّم الذي يحتاجه كل من يريد الصعود , وإن كُسر "وقد كسر" فقد كُتب علينا العيش في القاع , إذ لا سبيل للصعود في ظل إنعدام الوسيلة .
لستُ هنا بصدد توضيح فضل المعلمين , ولكني أودّ تبيان أسباب ضعف مخرجات التعليم , لكل جاهل بما يدور في الميدان , ثم يأتي لينعق بما يسمع , دون علمه بخفايا الأمور . .
وبما أن العملية التربوية تقوم على [ معلم / طالب / منهج ] سأجري مقارنة بين الحاضر والماضي لكل من [ المعلم / الطالب ] وسأفرد للمناهج موضوعاً مستقلاً بإذن الله . .
-------------------------------
e]المعلم في الماضي ]
شخص ذو مكانة اجتماعية , لا يجرؤ ابن أنثى التطاول عليها [ طالب / ولي أمر / صحفي / ناقد / حاقد ] كفلت له وزارة التربية والتعليم حقّه كاملاً غير منقوص , ينعم بمدرسة "طويلة الأجل" يحوي كل فصل من فصولها نيفاً وعشرين طالباً , لا تبعد عن منزله إلا دقائق معدودة , ثم يعود منها ليمضي ما تبقّى من يومه بين أهله وذويه . .
e]المعلّم اليوم ]
شخص جُرّد من كافة الصلاحيات, فهو ممنوع من [ إيقاف الطالب / ضربه / تأنيبه / إخراجه خارج الفصل / خصم درجاته / تهديده بخصم الدرجات ] أُقحم بعد أن بُتر جزءاً كبيراً من مرتّبه بين أربعون طالباً أو يزيدون , فبات حائراً بين تنظيم وإدارة هذا الكم الهائل من الطلاب , وإيقاظ متوسّدي الطاولات "في ظل إنعدام الهيبة والصلاحيات" وبين شرح الدرس . .
يعود من مدرسته التي تبعد عن مقرّ سكنه الأصلي مسافة تتراوح ما بين [ 300 / 2500 ] كلم , ليقف عند أحد المطاعم وينتظر الغداء المعدّ بأيدٍ بنغالية أمينة , فيتذكر رائحة "كبسة" الأهل , ولكم أن تتصوروا ما لهذا الموقف من أثر نفسي سيء للغاية ومردود محبط لا يعرفه إلا من تجرّع مرارته . .
---------------------------------
]الطالب في الماضي ]
شخص تغلب عليه البراءة , يُسمع لأسنانه اصتكاك مُزعج عندما تُذكر المدرسة في حضوره , فالمُعلم من أمامه , ووليُ أمره من خلفه , فويلٌ له ثم ويلٌ له إن ضرب بواجباته عرض الحائط , تتردد على مسمعه دائماً "لكم اللحم ولي العظم" فيحرص على الإهتمام , ويهرع إلى حلّ واجباته ومذاكرة دروسه بمجرد عودته إلى المنزل , فالملهيات قليلة إن لم تكن معدومة عند البعض , ناهيك عن الأدب الجمّ والخلق الرفيع . . فقد قيل "لن يتعلّم إلا راغب أو راهب" . . والرغبة مفقودة منذ الأزل"إلا من رحم ربّي" , فحلّت الرهبة محِلّها . .
e]الطالب اليوم ]
شخص تغلب عليه "اللكاعة" , لا يجد في المدرسة إلّا مكاناً للنوم , ولا يرى في المُعلّم إلا وسيلة للتسلية والضحك , وآلة لجسّ النبض والاستفزاز والتهكّم , وحُق له أن يفعل , فالماثل أمامه ممنوع من كل شيء , وليس لديه أي صلاحية تخوّله حتى للدفاع عن نفسه إلا في حال طرحه الطالب أرضاً , عندها يُسمح له بالدفاع , والدفاع فقط !!!
|
|
| |