منطقة الصير (رأس الخيمة حالياً) في القرن السابع عشر الميلادي،
المتصوفة الحضارمة جاؤوها من تريم يحملون الطريقة العلوية الحدادية، وفي
أواخر القرن التاسع عشر ظهرت الطريقة القادرية في دبي على يد الصوفي المسمى
السيد محمد عمر الأفغاني.
التصوف في إمارة دبي كتب له أن يعيش إلى
يومنا هذا، وقد ساعدته عدة عوامل على التماسك والرسوخ، الأول العامل
المذهبي، إذ لم تتأثر القبائل والأسر القاطنة في إمارة دبي بالدعوة
الوهابية كما هي في إمارتي الشارقة ورأس الخيمة، وإنما بقيت متمسكة بالمذهب
المالكي والشافعي، الذين ليس لهما أية تحفظات على التصوف. أما العامل
الثاني فقد تم تبنيه من قِبل الأسرة الحاكمة (آل مكتوم)، ويعتبر الشيخ سعيد
بن مكتوم آل مكتوم حاكم دبي ( 1912م – 1958م) أحد المريدين عند السيد
الأفغاني.
مخطوطة الرحالة اليمني علوي بن أحمد بن حسن الحداد المسماة
"المواهب والمنن في مناقب الحسن"المدونة في سنة 1803م، هي واحدة من
المخطوطات المهمة التي توثق لحقبة التصوف في الجنوب الشرقي من الجزيرة
العربية في القرن الثامن عشر للميلاد.
في الثلث الأخير من
القرن التاسع عشر وفد إلى منطقة ساحل عمان رجل يدعى السيد محمد عمر
الأفغاني؛ وكان قد اشتُهِر بتنظيم حلقات المالد-المولد النبوي- وهذا الرجل
هو الأب المؤسس الذي يعود له الفضل في تأسيس الطريقة القادرية الصوفية في
إمارة دبي.
الجانب النسائي للصوفية في الكويت ، حيث تمثل جمعية بيادر
السلام النسائية التي أشهرت عام 1981م، بدعم من الشيخ يوسف الرفاعي، وتشرف
على عدد من المؤسسات التربوية وترأست مجلس إدارة الجمعية دلال عبد الله
العثمان.
وانتشرت الطُرق الصوفية في منطقة الحجاز في الفترة ذاتها ،
حتى إنّ بعضها انطلق منها، مثل الطريقة الإدريسية التي أسّسها أحمد بن
إدريس في مكة المكرمة، والطُرق التي تفرعت منها، مثل الطريقة الختميّة
(المرغنيّة)، والطريقة السنوسيّة، والطريقة الرشيديّة – وجميعها طُرق حديثة
العمر نسبياً انطلقت في القرن التاسع عشر. فيما سبقتها الطريقة السمّانية
بالانطلاق من الحجاز، حيث أسسها محمد بن عبدالكريم السمّان، مسؤول الضريح
النبويّ، من المدينة المنورة، في منتصف القرن الثامن عشر
ويذكر الشيخ
حسن عجيمي (1639-1701م)، في مخطوطه "خبايا الزوايا أهل الكرامات والمزايا"،
أنه في القرن السابع عشر الميلادي، كان في مكة المكرمة وحدها ثماني عشرة
زاوية أو مشهداً، وأربعون طريقة صوفية، وكان لتلك الزوايا وظائفها
التعليمية والدينية وكانت مدعومة بالأوقاف الجليلة التي تسد احتياجاتها،
وبالنذور والهدايا الطرقية التي يُقدمها الأهالي وأثرياء الحُجاج والعُربان
وأمراء المقاطعات الإسلامية، وتُغني القائمين عليها ليتفرغوا للوظائف
التعليمية والدينية المنوطة بهم.