بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله تعالى مشفوعاً بالتوحيد والتقديس
حمداً لله الذي خَصّ نبيَّه محمّداً وأهلَ بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات
والتسليم بالاجتباءِ والاصطفاء، والتطهيرِ والتكريم، وأمرَ بالصلاةِ عليه
وعليهم كما أمرَ بالصلاةِ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، وجعل معرفتَهم براءةً
من النار، ومحبّتَهم جوازاً على الصراط، وولايتَهم أمْناً مِن العذابِ
الأليم
والصلاة والسلام على سيدنا محمّدٍ النبيِّ الأُمّيِّ الذي هو على خُلُقٍ عظيم، وبالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
وعلى ذريّتهِ وأهل بيته وعترته , الذين بذِكْرهم تُستدفَعُ نوازلُ البلاء
والضرر، ويُستعاذُ من سوء القضاء وشرّالقَدَر، ويُستنزل بهم في المُحول
نَوافعُ المطر، ويُستقضى بهم على غلَبات اليأس وجوامعِ الوَطَر, جَمالُ ذي
الأرضِ كانوا في الحياةِ , وهُم بـعـد المـمـاتِ جـمالُ الكُتْـبِ
والـسِّيَـرِ
السلام عليكم ورحمة الله وربركاته
(إلـهي: كيف تكلني إلى نفسي ، وقد توكلت لي؟ وكيف أضام وأنت الناصر لي ؟ أم
كيف أخيب وأنت الحفي بي؟ ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك.. إلـهي: كلما
أخرسني لؤمي أنطقني كرمك؟ كلما أيستني أوصافي أطمعتني مننك.. إلـهي: من
كانت محاسنه مساوي ، فكيف لا تكون مساويه مساوي؟ من كانت حقائقه دعاوى ،
فكيف لا تكون دعاويه دعاوى؟.. متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟ أو متى
بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟!.. عميت عين لا تراك عليها
رقيبا ، وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبك نصيبا.. إلـهي: هذا ذلي ظاهر بين
يديك ، وهذا حالي لا يخفى عليك ، منك أطلب الوصول إليك ، وبك أستدل عليك ,
اهدني بنورك إليك ، وأقمني بصدق العبودية بين يديك.. إلـهي: علّمني من
علمك المخزون , وصنّي بسر اسمك المصون , بك أنتصر فانصرني ، وعليك أتوكل
فلا تكلني ، وإياك أسأل فلا تخيّبني ، وفى فضلك أرغب فلا تحرمني ، ولجنابك
أنتسب فلا تبعدني ، وببابي أقف فلا تطردني.. إلـهي: تقدس رضاك أن تكون له
علة منك ، فكيف تكون له علة مني ، أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع ،
فكيف لا تكون غنيا عني؟ أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك
ووجدوك ، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ، و لم
يلجئوا إلى غيرك , أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوامل وأنت الذي هديتهم
حتى استبانت لهم المعالم . فإذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك؟ لقد خاب
من رضي دونك بدلا ولقد خسر من بغى عنك متحولا.. إلـهي كيف يرجى سواك ،
وأنت ما قطعت الإحسان؟ وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان؟ يا
من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين ، ويا من ألبس
أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين أنت الذاكر من قبل الذاكرين ،
وأنت البادئ بالإحسان من قبل توجه العابدين ، وأنت الجواد بالعطاء من قبل
طلب الطالبين ، وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستعرضين.. إلـهي:
اطلبني برحمتك حتى أصل إليك واجذبني بمنتك حتى أقبل عليك.. إلـهي: إن رجائي
لا ينقطع عنك وإن عصيتك كما أن خوفي لا يزاملني وإن أطعتك.. إلـهي: قد
دفعتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرمك عليك.. إلـهي: كيف أخيب وأنت
أملي؟ أم كيف أهان وعليك متكلي؟ يا من أحتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه
الأبصار يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمة الأسرار كيف وأنت الظاهر؟ أم
كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟