| تاريخ المساهمة 29.10.11 23:08 | |
النصيحة البالغة
النصيحة البالغة تأخذ من القلب السليم مأخذا حافلا وتمر على القلب المغشوش مروراً ترفع القلب السليم إلى الاشتغال بالله وترفعه عن الأغيار وتسقط في القلب المغشوش القلق فإن دام قلقه لحق صاحبه بأهل السلامة وإن مر القلق كما مرت النصيحة فقد بقي بغشه وما طار من عشه, كل هذه المادة يذوقها العقل وأين هو العقل الكامل قليل لو كان أكثر الناس العقلاء لانبلجت الحجة ولو كثر الاختلاف تفخما ولظهر السر ولو كتمته النفوس خدعة ودهاء العقل أمر بارز في كرسي الدماغ سلطانه متحكم في دوحة القلب لسانه تنصرف الخطرة من سانحة الخاطر وأمها طليعة فكرية اقتنصها ضابط الحفظ عن غير تفكر وتعقل فتدفعها الفكرة المتعقلة إلى ميزان العقل السليم فيأخذ بنواصيها ويطلع على خوافيها وحواشيها فإن كانت لله أمضاها وإن كانت لغير الله طرحها وألقاها, والعقل المغشوش يدور بها وهلة ويطرحها إلى ساحة الهوى فإن ثقلت عليه صد عنها وإن طابت له أخذ منها وأين يطيب للهوى الذي انسل من زوجي الشهوة والاستراحة عمل فيه عزيمة وخروج عن شهوة هنا لك يذكر شرف العقل لعمرك يا أخا العبادة الصادقة والبصيرة الحاذقة أن العقل أشرف من عملك وأكمل من بصيرتك إذا خلت ساحتهما منه وإن مسها العقل فعلى قدر مساسه تزكو الأعمال وتحسن الخلال والخصال ,أما والذي صرفك إلى ما شاء أن العقل أنفس الذخائر وأحسن البضائع وأقرب الوسائل إلى الله وأوضح السبل إلى رسوله قال قوم هو الرسول المنبعث إلى عالم الشخص ينذره ببرهانه ويدله على الله ورسوله ببيانه ويقيم له من البارزات أكمل الدلالات وكذلك هو والمبعوث الذي يعذب مخالفه فهو السيد العظيم سيدنا محمد لقيامه بالحجج المؤيدة بالدلالات القاطعة العقلية إلا أن العقل كنز من كنوز الله أحاطة بجواهر الأدب ومد حبال التحكم إلى القلوب مادته نورية لا تضعف بتعطيل بعض الحواس ولا تدخل في المماثلة إلا مع المادة الروحية بالقياس يذهلها ذهول حجاب ألم الأعضاء ويزعجها إزعاج دهشة حب الأشياء ويصرفها عن مداركها قلق متمكن وخوف مقنط وقد يكون في الناس من لا تنصرف مادة عقله بكل هذه العظم هيئتها النورية ولتحكمها في برزخها القائم بها و القائمة به فتقف عند كل حادث مع القدر استسلاماً له وإيماناً بالله وخضوعا لحكمه وغيبة عن الآثار وتمكناً في مقام الرضا وتلذذاً باستفقاده تعالى في الحياة وفرحاً بلقائه بعد الممات وهذا مقام الرجال المحمديين الذين عرفوا الله وآمنوا به وتوكلوا عليه وهم الذين قال تعالى في شأنهم {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}(يونس62) لا خوف عليهم لبقائهم مع اختيار الله تعالى لهم وهو سبحانه لا يختار كرماً منه ولطفاً لمن أسقط اختياره عنده إلا الأمن والوقاية وهو يتولى الصالحين بتلقب الواردات وترادف الحادثات ولا ينوطهم حزن الحجاب عنه سبحانه وتعالى إذا قدموا عليه {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}(الأنعام90) وهم القوم القائمون به المطموسون عن غيره العقلاء الخلص يعرفون كل حكم وحكمة دنياوية ولا يشتغلون لزهدهم بها فيها ويعلمون سر كل درجة أخروية ولا ينفكون طربا بها عنها وفي الحالين عملهم لله وقصدهم الله ولذلك قيل لهم أهل الله, رجال الله, فاستَمسِكوا بمنهاجهم واتبعوا بركة آثارهم وكونوا من حزبهم وأنصارهم {أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(المجادلة22)
|
|
| |
| تاريخ المساهمة 01.11.11 19:29 | |
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم
=================
|
|
| |
| |