| تاريخ المساهمة 14.12.11 10:24 | |
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها السلام عليكم: من جملة المسائل التي بينها القرآن الكريم موضوع خلق المرأة والرجل . فهو في هذا المجال لم يدع الجو خاليا للمتقولين كي يصوروا موقف الاسلام بانه موقف احتقار للمرأة انما بادرهم ببيان موقفه منها بشكل واضح واذا اردنا ان نعرف نظرة القرآن حول خلق المرأة والرجل وجب علينا ان ننبه الى مسألة طبيعة وطينة كل من المرأة والرجل والتي اشارت اليها جميع الكتب الدينية وكذلك القرآن لم يسكت هذا الموضوع . فالننظر هل يتعامل القرآن مع المرأة والرجل على انهما من طينة واحدة ام من طينتين مختلفتين ؟ يذكر القرآن في آيات عديدة بصراحة تامة قول الله تعالى انه خلق النساء من جنس الرجال ومن طينة مشابه لطينة الرجال فيذكر عن آدم قوله جل ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثير ونساء....) ويعني بالنفس الواحدة نفس آدم كما يذكر في سورة النساء وآل عمران آيلت تتضمن خلق الزوجة من جنس الزوج ضمن استعراض نعم الله عز وجل على الانسان ولا تجد في القرآن أثرا لما تجده في الكتب الاديان الاخرى من ان المرأة خلقت من أدنى من مادة الرجل او ان المرأة ناقصة الخلقة وان حواء قد خلقت من احد اعضاء آدم (ع) .. بينما نجد القرآن يطرح قصة جنة آدم بدون ان يشير ابدا الى ان الشيطان او الثعبان قد اغوت حواء وان حواء اغوت آدم بل انه لا يجعل حواء مسؤولا رئيسيا ولايخرجها من الحساب : فالقرآن يقول ( ياآدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما) ثم حين يتطرق الى وسوسة الشيطان نجده يتحول الى التثنية في الحديث فيقول ( فوسوس لهما الشيطان ) و ( فدلاهما بغرور) و ( وقاسمهما اني لكما من الناصحين) فيدخل القرآن حربا ضد الافكار التي كانت منتشرة في ذلك العصر ويبرىء المرأة مما كان ينسب اليها من كونها عنصر وسوسة وخطيئة وشيطانا صغيرا .. واذا كان القران قد اشاره الى زوجتي نوح ولوط على انهما زوجتين غير صالحتين فقد اشاره الى زوجة فرعون على انها امرأة عظيمة ابتليت برجل فاجر وكأن القرآن قد حفظ في قصصه التوازن بين المرأة والرجل ولم يقصر البطولة على الرجال فقط ويقول القرآن عن حديثه عن أم موسى (( وأوحينا الى أم موسى ان أرضعيه)) ولايخفى ما بالعبارة من الدلالة على مكانتها اذ يوحي اليها الله العلي القدير ويتحدث عن مريم والدة عيسى (ع) كيف كانت الملائكة تحدثها في المحراب .. وفي التاريخ الاسلامي ذاته ق***ات كثيرات وجليلات اذ لم يبلغ الدرجة التي بلغتها خديخة الكبرى (رض) من الرجال الا القليل كما لم يبلغ درجة الزهراء (ع) رجل غير الرسول (ص) والامام علي (ع) فهي افضل من ابنائها على انهم أئمة وافضل من كل الانبياء غير رسول الله والاسلام لايرى فرقا بين الرجل والمرأة في سيرهما التكاملي نحـــو الله عز وجل بل الفرق الوحيد الذي وضعه الاسلام في مسيرة الانسان نحو الحق هو اختياره الرجل لتحمل مسؤلية النبوة والرسالة وهداية الناس الى الحق اذ نظر الى الرجل على انه الانسب لهذا الامر
|
|
| |
| |
| |