| تاريخ المساهمة 19.07.12 6:25 | |
الست هذه هي المرة الاولي التي تطلق فيها هيلاري كلينتون تصريحات رسمية تطالب فيها بعودة الجي
المصري لممارسة دوره في حماية الامن القومي المصري وترك اي دور سياسي يمارسه حاليا.. فقبل ان تأتي للقاهرة في زيارة اثارت من الاعتراضات اكثر مما لقيت من الترحيب، اطلقت تصريحات مشابهة.. بل انها سبق ان ذهبت في تصريحاتها الرسمية الي مدي ابعد حينما طالبت المجلس العسكري قبيل اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بتسليم السلطة فورا للرئيس المنتخب.. كما سبق ان استنكرت حل البرلمان، رغم انه تم امتثالا لحكم المحكمة الدستورية العليا، وابدت قلقا من استعادة المجلس العسكري للسلطة التشريعية لحين انتخاب برلمان جديد بعد اقرار الدستور. وعموما فان التصريحات غير الطيبة سواء من قبل الوزيرة كلينتون او غيرها من المسئولين الامريكيين تجاه الجيش المصري ومجلسه الاعلي لا تعد امرا مفاجئا.. بل انها تعبر عن سياق متصل ومتجانس للسياسة الخارجية الامريكية في هذا الصدد.. لقد مرت فقط فترة قصيرة في اعقاب تولي المجلس الاعلي للقوات المسلحة مسئولية ادارة شئون البلاد، هي التي شهدت تصريحات امريكية طيبة تجاه الجيش المصري.. لكن سرعان ما تغير الموقف الامريكي الرسمي تجاه الجيش المصري ومجلسه الاعلي وبدأت تتوالي الضغوط الامريكية من اجل دفع المجلس لانهاء المرحلة الانتقالية وتسليم ادارة شئون البلاد الي سلطة منتخبة بسرعة اكبر. بل لقد بدا واضحا ان هناك ترحيبا امريكيا بمطالبات بعض النشطاء السياسيين المجلس العسكري بتسليم السلطة فورا، ودون حتي انتظار لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.. ولا نبالغ اذا قلنا ان شعار يسقط حكم العسكر الذي ردده البعض داخل مصر كان يطرب مسئولين امريكيين، وذلك علي عكس الشعار الذي تردده قوي مدنية الان واستقبلت به وزيرة الخارجية الامريكية في اكثر من مكان بالقاهرة والاسكندرية وذهبت اليه، وهو شعار يسقط حكم المرشد. وحتي الاشادات الامريكية الرسمية بنزاهة الانتخابات التي اجراها المجلس العسكري جاءت مختلطة بالحاح علي ضرورة التعجيل بعودة الجيش لممارسة دوره في حماية الامن القومي المصري. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: لماذا كان هذا الموقف الامريكي من الجيش المصري والذي تربطها به تعامل وتعاون من خلال المناورات المشتركة والمساعدات العسكرية؟!. والاجابة التقليدية التي يتطوع بها بعض المحللين السياسيين علي هذا السؤال تري ان سبب هذا الموقف الامريكي غير الايجابي تجاه الجيش المصري له طابع ايديولوجي، ويتمثل في قناعة سياسية لدي واشنطن في ان الحكم العسكري والديمقراطية لا يلتقيان وان تحقيق الديمقراطية يقتضي ابعاد الجيش عن السياسة في مصر وقصر دوره علي حماية الامن القومي للبلاد واراضيها، ولذلك اعتبرت واشنطن اي دور سياسي للجيش المصري في هذه المرحلة، حتي ولو كان ذا طابع انتقالي، ينتقص من الحكم الديمقراطي. وربما يتفق ذلك بالفعل مع قناعات سياسية لدي واشنطن سواء في داخل الادارة الامريكية او خارجها.. لكنه لا يكفي لتفسير هذا الموقف الامريكي السلبي تجاه الجيش المصري، خاصة ان واشنطن ظلت لسنوات طويلة تقبل ان يلعب الجيش التركي مثلا دورا سياسيا خاصا، ولم تكن تعتبر ذلك انتقاصا للديمقراطية التركية.. كما انها مازالت تقبل وضعا خاصا للجيش الباكستاني حتي الان وتعاونت ومازالت تتعاون معه
.____________ **ولذلك بحث البعض عن سبب اخر لهذا الموقف الامريكي السلبي تجاه الجيش المصري.. ويقول هؤلاء بأن واشنطن حينما وجدت نفسها في خبار ما بين جيش مصر وجماعة الاخوان بها اختارت الاخوان، خاصة بعد ان نجحت في الوصول الي تفاهمات معهم فيما يهم المصالح الامريكية في مصر والمنطقة كلها، بينما لم تنجح في الوصول الي ذات القدر من هذه التفاهمات مع الجيش المصري.. ويري هؤلاء ايضا ان القبول الامريكي لحكم اخواني في مصر بل ودعمه يعزز هذا التفسير، خاصة ان الفترة الانتقالية شهدت ما عكر صفو العلاقة بين المجلس العسكري المصري وواشنطن، كان ابرزه قضية التمويل الاجنبي. ولا احد ينكر بالطبع التوتر الذي شاب علاقة الادارة الامريكية بالمجلس العسكري، في الوقت الذي تحسنت فيه علاقتها مع الاخوان.. لكن ذلك وحده ليس كافيا لكي تحكم المشاعر سياسة الولايات المتحدة علي هذا النحو، خاصة وانها اعتادت ان تطوع مشاعرها حيث توجد مصالحها. اذن.. لابد وان المصالح هي التي فرضت علي واشنطن مثل هذا الموقف من الجيش المصري.. اي وجدت الادارة الامريكية ان بقاء الجيش المصري في الساحة السياسية المصرية لا يخدم مصالحها في مصر والمنطقة.. ولذلك سعت الي ابعاده عن هذه الساحة حتي ولو كان الثمن هو تمكين الاخوان لانهم اهون علي المصالح الامريكية من الجيش المصري!. فالجيش المصري في ظل قيادته الحالية يتسم بالنزعة الوطنية العالية.. وهذه النزعة ليست مقبولة لدي الامريكان.. بل انهم يخشونها علي مصالحهم في مصر والمنطقة حتي لا يتكرر ما عانوه خلال حكم عبدالناصر.. علي العكس فان الاخوان ليست لديهم هذه النزعة الوطنية العالية، لانهم يعلون قيمة الاممية الاسلامية علي الوطنية المصرية، ومازالوا يتطلعون الي تحقيق حلم الخلافة الاسلامية. وهكذا عندما حكم الامريكان مصالحهم وجدوا ان سيطرة الاخوان علي حكم مصر اهون من دور سياسي للجيش المصري ولو لفترة موقتة.. ولذلك طالبوا بعودته الي ثكناته قبل اعداد الدستور وانتخاب برلمان جديد واذا عرف السبب بطل العجب!!.
|
|
| تاريخ المساهمة 19.07.12 11:28 | |
سلمت يداك يا ابومحمد رووووووووووعه
|
|
| |
| |
| |