| تاريخ المساهمة 18.05.11 5:34 | |
كيف يتعامل الإسلام مع الآخر ؟
وضع الاسلام دستورا واضحا محكما لكيفية التعامل مع أهل الكتاب فى الدولة المسلمة ، يقول تعالى " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " ، فالمسيحيين فى بلادنا لهم القسط والبر والإحسان ، ولا يوجد أفضل من ذلك ولا أقدس ، بل سماهم الاسلام أهل الذمة ، أى لهم ذمة الله ورسوله أى عهد الله وعهد رسوله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة ) ، وقال : ( من آذى ذمياً فقد آذانى ، ومن آذانى فقد آذى الله )
وكان عمر بن الخطاب يسأل الوافدين من الأمصار عن حال أهل الذمة مخافة ’ أن يكون أحد من المسلمين قد أفضى إليهم بأذى فيقولوا : لا نعلم الا وفاءً ، وقبل أن يموت عمر وبعدما طُعن يقول : أوصى الخليفة من بعدى بأهل الذمة خيرا ، أن يوفى بعهدهم ، وأن يقاتل ورائهم ، وألا يكلفهم فوق طاقتهم .
والاسلام ضمن للذميين الحماية والدفاع عنهم حتى لو أُزهقت فى سبيل ذلك أرواح المسلمين لأنهم مواطنون فى الدولة المسلمة وتحت رعايتها ، ودماء أهل الذمة وأموالهم وأعراضهم معصومة باتفاق المسلمين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، و قال على ابن أبى طالب : إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا ) .
كما رفض الإسلام ظلم أهل الكتاب وجعله العلماء من أشد الظلم ، وقد اقتص عمربن الخطاب لقبطى من ابن عمرو ابن العاص لما ظلمه وضربه ، وقال عمر : يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .
والجزية ، فرضها الإسلام على أهل الكتاب ضريبة فى مقابل الحماية العسكرية ، فإذا عجزت الدولة عن الدفاع عنهم سقطت ، وتسقط أيضا باشتراك أهل الكتاب مع المسلمين فى الدفاع عن البلاد ، فكانت الجزية مقابل الخدمة العسكرية ، وفى عقد الذمة الذى كتبه خالد بن الوليد فى عهد أبى بكر لأهل الحيرة من العراق وكانوا نصارى : أيما شيخ ضَعُفَ عن العمل ، أو أصابته آفة من الآفات ، أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه ، طُرحت جزيته وعِيل من بيت مال المسلمين هو وعياله .
وتفرض الجزية على كل قادر على حمل السلاح ، ولاتجب على المرأة والطفل والشيخ الكبير والأعمى والمريض مرضاً مزمناً ، والمعتوه وكل من ليس من أهل السلاح والقتال ، ولا يدفعها الراهب المنقطع فى صومعته للعبادة .
ورأى عمر يوما شيخا يهوديا يسأل الناس فسأله عن ذلك فعرف أن الشيخوخة والحاجة ألجأتاه إلى ذلك فأخذه وذهب به إلى خازن بيت مال المسلمين وأمره أن يفرض له ولأمثاله من بيت المال ما يكفيهم ويصلح شأنهم وقال قولته المشهورة : ما أنصفناه ، إذ أخذنا منه الجزية شابا ثم نخذله عند الهِرم .
كما أن الاسلام أمر ببر الوالدين غير المسلمين ، قال تعالى : " وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً "، وكان النبى يزور أهل الكتاب ويعود مرضاهم ، ومات ودرعه مرهونة عند يهودى ، وكان بوسعه أن يقترض من أصحابه ، لكنه أراد أن يُعلم الأمة من بعده على جواز التعامل أهل الكتاب حتى بالاقتراض من أجل العيش ، والأكثر من ذلك أن نصارى نجران صلوا صلاتهم فى مسجد رسول الله بالمدينة ولم يمنعهم من دخول المسجد والصلاة فيه . وحفظ الاسلام لأهل الكتاب حرية العبادة والاحتفاظ بكنائسهم وصلبانهم ، بل اعترف بدور عبادتهم واحترمها ، يقول تعالى : " وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً "
ويرى عمر أثناء مروره بدمشق قوما أصابهم مرض الجذام وكانوا من النصارى ، فأمر أن يعطوا من الصدقات وأن تتولى الدولة طعامهم ومؤنتهم بصفة مستمرة ، ، وكان ابن عمر يوصى غلامه أن يعطى جاره اليهودى من الأضحية ويكرر الوصية مرة بعد المرة ، حتى دُهش الغلام وسأله عن سر هذه العناية بجار يهودى ؟ فقال ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ، فلا فرق فى الإسلام بين جار مسلم وجار غير مسلم .
ومرت على النبى جنازة يهودى فقام لها واقفا فقيل له إنها جنازة يهودى ! فقال عليه الصلاة والسلام : أليست نفسا ؟
وماتت أم الحارث بن أبى ربيعة وهى نصرانية فشيعها أصحاب رسول الله ، وكان بعض أجلاء التابعين يعطون نصيبا من من صدقة البر لرهبان النصارى ولا يرون فى ذلك حرجا ، بل ذهب بعضهم إلى جواز إعطائهم من الزكاة نفسها .
وأجاز الاسلام التزوج من نساء أهل الكتاب وأكل طعامهم ، يقول تعالى : " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
كما ساوى الإسلام بين أهل الكتاب وغيرهم من المسلمين فى العدل وأنصفهم فى القضاء كما لم يحدث من قبل ولا من بعد إلا فى الدولة الإسلامية ، وإليكم هذه الواقعة : سقطت درع أمير المؤمنين على بن أبى طالب فوجدها عند رجل نصرانى ، فاختصما إلى القاضى "شُريح" ، قال على : الدرع درعى ولم أبع ولم أهب ، فسأل القاضى الرجل النصرانى فى ما يقول أمير المؤمنين ، فقال النصرانى : ما الدرع إلا درعى ، وما أمير المؤمنين عندى بكاذب . فالتفت "شريح" إلى "على" يسأله : يا أمير المؤمنين هل لك من بينة ؟ فضحك على وقال : أصاب "شريح" ما لى بينة . وقضى "شريح" للنصرانى بالدرع ومضى ، ولم يمش خطوات حتى عاد يقول : إنى أشهد أن هذه أحكام أنبياء ! أمير المؤمنين يديننى إلى قاضيه فيقضى لى عليه ! أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، الدرع درعك يا أمير المؤمنين ، اتبعتُ الجيش وأنت منطلق من "صفين" فخرجت من بعيرك الأورق . فقال "على" : أما إذ أسلمت فهى لك .
كما أمرنا الله بحسن مخاطبة أهل الكتاب ، يقول تعالى : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ "
وجعل الله النصارى أقرب إلينا من غيرهم ، يقول تعالى : " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ "
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأنعم علينا بالأمن والأمان ، وقنا كيد الأشرار واجعل بلادنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
وأباح الإسلام الزواج من الكتابية وهل هناك علاقة أقوى من علاقة الزوج بزوجته
فهو يأكل ويشرب من يدها وتربي له أولاده الذين هم أولادها فهل هناك علاقة أقوى
من علاقة الزوجية بين إثنين من البشر
نسأل الله العفو العافية
|
|
| تاريخ المساهمة 18.05.11 5:44 | |
موضوع في قمة الخيااال طرحت فابدعت دمت ودام عطائك ودائما بأنتظار جديدك الشيقشكرا الك على هيك موضوعتحياتي الك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|
|
| تاريخ المساهمة 18.05.11 6:02 | |
شكراً لمرورك الذى أنار صفحتى وأسعدنى كثير
|
|
| تاريخ المساهمة 18.05.11 12:26 | |
تسلم الايادى اخى موضوع رائع مشكووووووووووور
|
|
| تاريخ المساهمة 18.05.11 12:27 | |
شكراً لمرورك أخى أبو حماده وبارك الله فيك
|
|
| |
| تاريخ المساهمة 22.05.11 18:03 | |
اخى العزيز اخى القاضل تسلم ايدك على الطرح الرائع يعطيك العافيه جزاك الله خـــــــــــير
|
|
| تاريخ المساهمة 26.05.11 13:43 | |
شكراً لمروركم الكريم
|
|