باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


لقد غار قمر الشهور المتلألئ وغارت معه أنواره.....
قمر أضاء الدنا ومن على الأرض إلا من أبى فجعل نفسه غلفا بأغشية من الظلام
واليوم نبكي على فراقه ، فمنا من كان حزنه باديا وفي مقلتيه دموع التوبة والأوبة وقد مضى على العهد لا يخول وقد اتخذ من ذلك الضياء قبسا ...
ومنا من لم يجد لحزنه سببا ولم يثقف من ضيقه مهربا، وهولا يدري ما سر شقائه بعد طول النعيم في رمضـــان....

يا من تعلق بالقرآن في رمضان ثم هجره ، أتدري اليوم ما سر شقائك ؟

أتتذكر تلك الأيام الجميلة التي قضيتها وأنت لخير الكلام تتلو و عقلك يتدبر وقلبك بحلاوة الإيمان يطيب....
أتتذكر كيف كان خير الكتب جليسك في الغدو والآصال....
أتتذكر كيف كنت به مترنما آناء الليل وأطراف النهار...
هل نسيت تلك الساعات وهي تمضي وأنت عن المغريات لاه وقلبك متعلق بإله عزيز غفار؟؟
هل ياتراك قد نسيت لذة التقرب إلى الله بقراءة القرآن ولم يمض على ذلك الفعل من الأيام كثير...؟؟
ويامن كنت به تؤم الناس وقلبك بالخشية عامر
ويامن كنت في جوف الليل مثل الكوكب الدري به قائم ترجو عفو الرحمان و تحذر بتلاوته لفح النيران
ويامن سعيت لحفظه ، ويا حفظا سعيت لتثبيته
هل نقضتم غزلكم ..؟؟
على قطعتم مواثيق عهودكم..؟؟
هل أطفأتم المصابيح التي كانت تنير دروبكم
هل قررتم حقا هجرانه
ترى....
لو اتخذت لك صديق وفيا دامت المودة بينكما وقضيتما معا أروع الأوقات
هل ستنساه فجأة وتنزع مكانه من قلبك بعد فراقكما ؟؟؟
لا أظن هذا بل ستظل تذكره وتسعى للقائه ولو طال الزمن..

والآن ..
هل عرفت حقا يامن هجرت القرآن سر ضيقك وحزنك ..
أنت تفتقد لعزيز عشت معه أجمل لحظات عمرك وإن كنت عن ذلك غافل
عد إليه وسترى كيف تتغير حياتك
وقد قال الحق سبحانه وتعالى
((أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ))
ومن هجر القرآن وذكر الله فسيكون عرضة للشيطان الرجيم ووساوسه يجعله لعبة في يده...
كيف لا وقد ترك الحصن الحصين
((قال تعالى: وَمَن يَّعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ))

أخواتي..
هذه دعوة أوجهها لنفسي قبلكن
فلنتمسك بكتاب الله من كل النواحي نفلح بإذن الله
فعن ابن عباس رضي الله عنهما (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال :إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه - رواه الحاكم ))


فالقرآن نور للبصر والبصيرة وجلاء للقلب وصفاء
فلنكن له تالين ولمعانيه متدبرين وبقلوبنا مصدقين
وبأحكامه عاملين وله محتكمين
يجعلنا ربنا في عليين


جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

دائما متميزه اختي روان
دمتي ودام طرحك المميز