| تاريخ المساهمة 28.08.11 12:28 | |
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اهدني وسددني تذكير الجَالِس والـمُجَالس بآداب المَجْلِسِ والـمُجَالِس
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فهذه جملة من آداب الجَالِس والمُجَالِس أضعها بين يديك(1): آداب المجالس كثيرة، منها ما هو واجب التحلي به، ومنها ما هو مندوب، ونحن هنا نشير إلى أهمها:
1- اختيار المكان المناسب للمجلس، فلا يُجلس في الطرقات، ولا أبواب السكك، وأماكن العبادة، والراحة، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:« إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ »، فَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ:« فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا » قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ:« غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ »(2).
2- السلام عند الدخول والخروج: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:« إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتِ الأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ »(3).
3- الجلوس حيث ينتهي بك المجلس: فقد جاء من وصف هند بن أبي هالة - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - قوله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله، لا يُوطِّن الأماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك)(4). وعن أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - قال: بَيْنَمَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ، إِذْ أَقْبَلَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:« أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ، فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا، فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ، فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ»(5)؛ وقد بوب عليه البخاري - رحمه الله تعالى - بقوله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]باب من قعد حيث ينتهي به المجلس)(6). وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جَلَسْنَا حَيْثُ نَنْتَهِي(7).
4- اختيار الجلسة المناسبة التي لا محظور فيها، ولا تكشف عورة، ومن ذلك كراهة الاتكاء على إلية اليد اليسرى خلف الظهر، فعن الشريد بن سويد - رضي الله عنه - قال مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالس هكذا أي وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال:«لَا تَقْعُدْ قِعْدَةَ المَغْضُوْبِ عَلَيْهِم»(. ومن ذلك أيضاً: عدم الاستلقاء على الأرض ووضع إحدى الأرجل على الأخرى، وكان ذلك الاستلقاء تنكشف به العورة، فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:« لاَ تَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ، وَلاَ تَحْتَبِ فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ، وَلاَ تَأْكُلْ بِشِمَالِكَ، وَلاَ تَشْتَمِلِ الصَّمَّاءَ، وَلاَ تَضَعْ إِحْدَى رِجْلَيْكَ عَلَى الأُخْرَى إِذَا اسْتَلْقَيْتَ »(9). ومن ذلك أيضاً: عدم الجلوس بين الظل والشمس، فعن ابن بريدة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يقعد بين الظل والشمس(10).
5- اختيار الجليس الصالح، والحذر من جليس السوء فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:« مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً»(11).
|
|
| تاريخ المساهمة 28.08.11 14:11 | |
|
|
| تاريخ المساهمة 29.08.11 19:55 | |
|
|
| |
| |