| تاريخ المساهمة 29.10.11 23:19 | |
التصوف هو علم تهذيب النفس , فالمراد هو تهذيب النفس ومجهادتها بالعبادة و الذكر وإبعادها عن المحرمات حتي الوصول الي الحق عز وجل , الوصول الي رضاه وحبه ومن المؤسف أن نرى هذه الأيام أكثر أدعياء التصوف وانحرافهم عن المسار الصحيح.
فابتعدوا عن الأصل , فمنهم من أباح الإختلاط , ومنهم من بالغ في تقدير الأولياء , وعارضوا التصوف الصحيح في كثير من الأمور الأخري.
فهؤلاء "المدعين" التصوف بريء منهم , وما هناك من مذهب كامل , وحتي الإسلام هناك من شذ عنه وأصبحوا من الضالين , فالعقل والأدب يفرض علينا أن لا نضع البيض كله في سلة واحدة , وأن نفصل بين الحق والضلال.
من هو الصوفي الحق ؟
- الصوفي الحق هو الخلوق , فقد قال أحد أعلام التصوف "أبو الحسين النورى": (ليس التصوف علوما و لا رسوما و إنما هو أخلاق) , فالصوفي الحق هو الذي يتأدب ويقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم في الأدب , فقد مدح الله جل وعلا الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه خلقه عظيم , فقال تعالي: (وإنك لعلى خلق عظيم) {القلم 4} , فقد روي عن الرسول عليه الصلاة و السلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صححه الألباني في "صحيح الجامع" , يقول الأستاذ علي الدقاق : (العبد يصل بطاعته إِلَى الْجَنَّة وبأدبه فِي طاعته إِلَى اللَّه تَعَالَى).
- الصوفي الحق هو الذاكر لله في كل وقت, وذكره هو دوام تذكره لربه المحبوب الذي سيطر على شغاف قلبه وملئ فؤاده حباً , فيقول القشيرى في كتابه "الرسالة القشيرية" : (الذكر ركن قوي في طريق الحق سبحانه وتعالى، بل هو العمدة في هذا الطريق، ولا يصل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر) , وقال تعالي مخاطبا المؤمنين : (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) {الأحزاب 41} , وقال الرسول صلي الله عليه وسلم : (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير من إعطاء الذهب والورق ، وأن تلقوا عدوكم ، فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : ذكر الله)صححه السيوطى في "الجامع الصغير" والألباني في "صحيح الجامع".
- الصوفي الحق هو الراضى بما كتبه الله له سواء أكان خيرا أو شرا , فقد سئلت رابعة "مَتَى يَكُون العبد راضيا؟" فَقَالَتْ "إِذَا سرته المصيبة كَمَا سرته النعمة" , وقال النورى (الرضا سرور القلب بمر الْقَضَاء) , و قال الأستاذ علي الدقاق : (لَيْسَ الرضا أَن لا تحس بالبلاء إِنَّمَا الرضا أَن لا تعترض عَلَى الحكم والقضاء).
-الصوفي الحق هو الورع التقى , فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم في الورع : (يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس) رواه ابن ماجه في السنن ، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" و"صحيح الجامع" , والورع هو ترك الشبهات , فقال يونس بن عبيد : (الورع الخروج من كُل شبهة ومحاسبة النفس فِي كُل طرفه) , وقال سفيان الثوري : (مَا رأيت أسهل من الورع مَا حاك فِي نفسك تركته).
- الصوفي الحق هو الزاهد في الدنيا , العارف بمعناها الحقيقى , قال القشيرى في الرسالة القشيرية : (الزهد أَن تترك الدنيا ثُمَّ لا تبالي بمن أخذها) , وقال الشبلي : (أَن تزهد فيما سِوَى اللَّه تَعَالَى) , وقد قال العارف بالله "سهل بن عبد الله التستري" رحمه الله : ( الصوفي من خلى قلبه من الكدر وإمتلئ بالعبر واستوى عنده الذهب و الحجر ، وانشغل بالله عن البشر ) وهي صفات المؤمن الحق في آثار السلف الصالح.
- الصوفي الحق هو العابد المحافظ علي فروضه , الساهر في عبادة الله , فقال ابن الجلاء : (من حافظ عَلَى الفرائض فِي أول مواقيتها فَهُوَ عابد) , وقيام الليل من أهم المقربات , فروى عن عائشة رضي الله عنها : (لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه)رواه أبو داود في سننه وصححه الألباني في "صحيح أبو داود".
فهذا هو التصوف وهؤلاء هم الصوفية , ونتمني أن يعرف كل من هو ليس بصوفى من هم الصوفية, وأن يظهر معني الصوفية الحقيقية , نتمني أن يظهر المعدن الأصيل للتصوف و أن لا نهاجم الفكر الصوفى برمته لأفعال السفهاء.
|
|
| |
| تاريخ المساهمة 30.10.11 17:32 | |
بارك الله فيكى اختي صوفيه وافتخر على هذه الموضوع المبارك
وفقكى الله لكى خير
تحياتي ودعواتي
|
|
| |