| تاريخ المساهمة 05.12.11 14:33 | |
حركة الكشوف الجغرافية و الاستعمار الاسباني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حركة الكشوف الاسبانية:
هناك اختلاف بين حركة الكشوف الاسبانية وحركة الكشوف البرتغالية، فحركة الكشوف البرتغالية قامت بها البرتغال حكومة وشعبًا،أما حركة الكشوف الاسبانية فقد قام بها في البداية مجموعة من المغامرين،وفي حين أن حركة الكشوف البرتغالية قد اتجهت نحو الشرق من اجل الوصول الهند،فإن حركة الكشوف الاسبانية قد اتجهت إلى الغرب للوصول إلى الشرق تحقيقا لمبدأ و نظرية "كروية الأرض".
كريستوفر كولومبس
يعتبر رائد حركة الكشوف الجغرافية الاسبانية،ولم يكن كولمبوس اسبانيًا بل ايطاليًا من "چنوى"،وكما قلنا سابقًا فإن حركات الكشوف الأسبانية، كان المغامرون هم المُبادرون فيها، ولم يكن كريستوفر كولومبس إلا واحدًا من هؤلاء المغامرين، فقد سيطرت على كولومبس فكرة أنه يستطيع الوصول إلى شواطئ آسيا الشرقية عن طريق الالتفاف من المحيط غربًا، وأنه توجد هناك أراضي لم تُكشف بعد، وقد أعد كولومبس في ذلك دراسة، إلا أن هذه الفكرة لم تلقَ قبولاً من البرتغال في ذلك الوقت لخطورتها، فلجأ كولومبس إلى ملكي أسبانيا إيزابيلا وفرديناند، اللذان راقت لهما الفكرة، وذلك بعد أن وعدهم كولومبس بأنه سيُحضر معه الذهب الكثير. بدأ كولمبوس رحلته من ميناء"بالوس" في 3/8/1492م، وبعد عدة أسابيع وصل إلى جزيرة تدعى"غوانا هاني"وهي إحدى جزر الباهاما،كما وصل إلى هاييتي، والشاطئ الشمالي لكوبا، وقد اعتقد كولمبوس انه وصل إلى جزر الهند الشرقية،بالرغم من انه لم يجد أثرًا للتوابل. رجع كولمبوس من رحلته الأولى في مارس 1493م،ثم قام بثلاث رحلات أخرى خلال الفترة 1494-1502م،اكتشف خلالها الساحل الرئيسي من هندوراس إلى فنزويلا،ومع ذلك فقد مات عام 1509م دون أن يعلم أنه اكتشف عالما جديدًا. لقد كانت اكتشافات كولومبس هو المفتاح الذي فتح الباب الواسع للمغامرين الأسبان بعد ذلك، ليقتحموا ميدان الكشوف الجغرافية.
التوسع الأسباني:
تُعتبر الفترة الزمنية الواقعة ما بين عامي 1516م، إلى العام 1600م، هي فترة الكشوف الجغرافية البارزة لأسبانيا، حيث بلغت أسبانيا أوج عظمتها وانتشارها، وقد تخلل هذه المدة الزمنية الطويلة، قيام الأسبان بعدة إنجازات على مستوى الكشوف الجغرافية والاستعمار حول العالم، وبالتحديد في الجزء الغربي منه، وقد رجحت هذه الانجازات كفة الاستعمار في صالح الأسبان لعقود طويلة، وُمكن تلخيص هذه الانجازات فيما يلي: 1- إثبات كروية الأرض، وسنذكر ذلك بشيء من التفصيل عند حديثنا عن رحلة ماجلان فيما بعد. 2- الاستيلاء على المكسيك بقيادة فرديناند كورتيز، وذلك في أغسطس عام 1521م، وكان كورتيز قد شن حملته الأولى للاستيلاء على حضارة الازتيك في المكسيك عام 1517م، إلا أنه جوبه بصمود شعب الأزتيك، الذين قاوموه لفترة طويلة، إلى أن تمكن من الاستيلاء على عاصمتهم. 3- الاستيلاء على أمريكا الجنوبية، بلاد الذهب والفضة، وذلك بقيادة فرنسيسكو بيزارو، وكانت أمريكا الجنوبية تزخر بمناجم الذهب والفضة في هضبة بيرو وشيلي وبوليفيا. 4- احتلال منابع الأمازون والبراجواي، وهناك بدأ الأسبان في تأسيس مدن اسبانية لهم، واستغلال المناجم على الوجه الأكمل. 5- في النصف الثاني من القرن السادس عشر وصلت اسبانيا إلى فنزويلا وكولومبيا بعد أن انقرض الجنس الأنكا.
امريكو فيسبوتشي:
مغامر ايطالي قام باكتشاف معظم ساحل أمريكا الجنوبية في الفترة 1499-1501م،وكتب مقالاً في عام 1503م ادعى فيه اكتشاف العالم الجديد،وقد أطلق اسمه على أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
فرديناند ماجلان:
يُعتبر الملاح البرتغالي فرديناند ماجلان، وارث كريستوفر كولومبس فيما يتعلق بإمكانية الوصول إلى جزر التوابل عن طريق الغرب بدلاً من السير طريق رأس الرجاء الصالح، وقد عرض أن يقوم بذلك على الحكومة البرتغالية، إلا أنها رفضته لغضب ملك البرتغال عليه، لذا لجأ إلى ملك إسبانيا شارل الأول الذي حب بالفكرة.
إثبات كروية الأرض
في أغسطس 1519م، خرج ماجلان من ميناء لوكار، لتنفيذ فكرته وكان معه في حملته خمس سفن أسبانية تأتمر بأمره، واتجه ماجلان إلى الجنوب من المحيط الأطلسي، ثم إلى الجنوب الغربي، حتى وصلت سفنه ميناء ريودي جانيرو البرازيلي، ثم مصب نهر ريودي لاباتا، وواصلت الحملة طريق السير بمحاذاة الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية في اتجاه الجنوب، واكتشف ماجلان عند ذلك مُضيقًا أطلق عليه اسمه، وفي نفس العام وصل المحيط الهادئ الذي أطلق عليه الباسفكي. اتجهت الحملة بعد ذلك إلى الشمال الغربي في طريقها إلى جزر التوابل، ووصلت الحملة في مارس 1521م إلى جزر الفلبين، ظنًا من ماجلان أنها جزر التوابل، وقد كانت هذه المصادفة في صالح أسبانيا، حيث تم اكتشاف الجزر التي أطلِقَ عليها اسم الفلبين، نسبة إلى فيليب ابن الملك شارل الأول. إلا أن ماجلان قد قُتِلَ في إحدى المعارك مع البلاد المفتوحة، وتولى القيادة من بعده أحد مساعديه في أبريل 1521م، وفي نوفمبر من العام نفسه وصلت الحملة إلى إحدى جزر التوابل بقيادة تيدور، وحُقِقَ حلم ماجلان، وبعد ذلك بأربعة أشهر غادرت الحملة في طريق عودتها إلى أسبانيا عن طريق رأس الرجاء الصالح بعد ان استغرقت الحملة ثلاث سنوات، وكان لها الفضل في اكتشاف عالم جديد بعيد عن القارات القديمة المتصلة.
نظام الاستعمار الأسباني:
اتصفت أعمال الغزاة الأسبان بالنهب والسلب،والقسوة والعنف،وهو أمر قد دعت إليه نشوة الغزو وحب الكسب العاجل، وعندما استقرت الأحوال وتجددت حركات الارتياد اتجه الأسبان إلى الأخذ بسياسة استعمارية تقوم على الاستغلال المنظم،وعمل الأسبان على إدخال حضارتهم في البلاد الأمريكية التي استولوا عليها،إذ أنهم قاموا بإدخال لغتهم وثقافتهم ودينهم إلى القارة الجديدة،كما أن حركة البعوث الدينية التبشيرية التي أرسلتها اسبانيا سارت جنبًا إلى جنب مع حركات الغزو والاستعمار، وأخذت تنشر الكاثوليكية بين الوطنيين وتسعى إلى حمايتهم من الاعتداء والتسخير، ونجحت في ذلك إلى حدٍ بعيد...، وقامت مدن جديدة بجوار مناطق المناجم والتعدين وازدحمت بالسكان،وكان السكان الأصليون يُسخرون في الأعمال، ولكن المستعمرين اضطروا إلى دفع أجور العمال،ثم لما تطلب التوسع زيادة في الأيدي العالمة أخذ المستعمرون يجلبون العبيد من أفريقيا(20 مليون نسمة من الزنوج في مدى ثلاثة قرون بين القرنين 15 و18). ثم ما لبث المستعمرون أن أدركوا أن إنتاج المناجم قد اخذ يتناقص وأنها لابد آيلة إلى الفناء، ورأوا أنه من الأجدر بهم أن يتجهوا إلى فلاحة الأرض، فجلبوا الأعداد الغفيرة من الزنوج وسخروهم في زرع الغلات الزراعية الجديدة.
|
|
| |
| تاريخ المساهمة 05.12.11 15:39 | |
ماأجمل تلك المشاعر التي خطها لنا قلمكِ الجميل هنا لقد كتبتِ وابدعتِ كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها فكم استمتعت بردكِ الجميل بين سحر حروفكِ التي ليس لها مثي
|
|