| تاريخ المساهمة 30.09.11 0:58 | |
طريقة لوعظ النفس
أما الوعظ،فلست ارى نفسي أهلاً له لأن الوعظ زكاة نصابها الاتعاظ ومن لا نصاب له كيف يخرج الزكاة،وفاقد النور كيف يستنير به غيره(ومتى يستقيم الظل والعود اعوج) وقد اوحى الله الى عيسى بن مريم عليه السلام(عظ نفسك فان اتعظت فعظ الناس وإلا فاستحي مني)وقال نبينا صلى الله عليه وسلم((تركت فيكم واعظين ناطق وصامت)).فالناطق هو القرآن والصامت هو الموت وفيهما كفاية لكل متعظ ومن لا يتعظ بهما فكيف يعظ غيره،ولقد وعظت بهما نفسي فصدقت وقبلت قولاً وعقلاً وابت وتمردت تحقيقاً وفعلاً فقلت لنفسي اما انت مصدقة بان القرآن هو الواعظ الناطق وانه الناصح الصادق ، فانه كلام الله المنزل الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟فقالت نعم.فقلت:قال الله تعالى ((من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم لا يبخسون*اولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون)).فقد وعدك الله تعالى بالنار على ارادة الدنيا وكل ما لا يصحبك بعد الموت فهو من الدنيا فهل تنزهت عن ارادة الدنيا او حبها، ولو ان طبيباً نصرانياً وعدك بالموت او المرض على تناولك الذ الشهوات لتحاشيتها واتقيتها.اكان النصراني عندك اصدق من الله تعالى؟ فان كان ذلك فما اكفرك.او كان المرض اشد عندك من النار، فان كان ذلك فما اجهلك،فصدّقت ثم ما انتفعت بل اصررت على الميل الى العاجلة واستمررت، ثم اقبلت عليها فوعظتها بالواعظ الصامت فقلت قد اخبر الناطق عن الصامت اذ قال تعالى ((ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون))وقلت لها هبي انك ملت الى العاجلة افلست مصدقة بان الموت لا محالة آتيك وقاطع عليك كل ما انت متمسكة به وسالب منك كل ما انت راغبة فيه وكل ما هو آت قريب والبعيد ما ليس بآت وقد قال الله تعالى (( افرأيت ان متعناهم سنين*ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون )).افأنت مخرجة هذا عن جميع ما انت فيه ؟والحر الحكيم يخرج من الدنيا قبل ان يُخرج منها.واللائم يتمسك بها الى ان يخرج من الدنيا خائبا خاسراًمتحسراً،فقالت :صدقت،فكان ذلك منها قولاً لا تحصيل وراءه اذ لم تجتهد قط في التزود للآخرة كاجتهادها في تدبير العاجل،ولم تجتهد قط في رضاء الله تعالى كاجتهادها في رضاها بل كاجتهادها في طلب الخلق، ولم تستحي قط من الله تعالى كما تستحي من واحد من الخلق ولم تشمّر للاستعداد للآخره كتشميرها في طلب حاجات العيش في الصيف والشتاءمع ان الموت قد يدركها قبل ذلك والموت على يقين فقلت لها تستعدين لاتقاء حر الصيف ولا تستعدين لاتقاء حر النار في الآخرة فقالت هذا ما وجب علي تذكره ولا رخصة لي الا بفهمه ثم استمرت على سجيتها فوجدتني كما قال بعض الحكماء ان في الناس من يموت نصفه ولا ينزجر نصفه الاخر،وما اراني الا منهم، ولما رايتها متمادية في الطغيان غير متعظة بوعظ الموت والقرآن.رايت اهم الامور التفتيش عن سبب تماديها مع اعترافها وتصديقها، فان ذلك من العجائب العظيمة فطال عليها تفتيشي حتى وقفت على سببه. انه الداء العضال وهو السبب الداعي الى الغرور والاهمال وهو اعتقاد تراخي الموت واستبعاد هجومه على القرب فانه لو اخبره صادق في النهار انه يموت في ليلته او يموت الى اسبوع او اشهر، لاستقام على الطريق المستقيم. ولترك جميع ما هو فيه مما يظن انه مما يتعاطاه لله تعالى ومغرور فيه فضلاً عما يعلم انه ليس لله تعالى، فانكشف تحقيقا ان من اصبح وهو يأمل ان يمسي او امسى وهو يأمل ان يصبح لم يخلُ من الفتور والتسويف،ولم يقدر الا على سير ضعيف فاوصيه ونفسي بما اوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال(صلّ صلاة مودع)،ولقد اوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب ولا يُنتفع بوعظ الا به، فمن غلب على قلبه في كل صلاة انها آخر صلاته حضر معه قلبه في الصلاة وتيسر له الاستعداد بعد الصلاة.ومن عجز عن ذلك فلا يزال في غفلة دائمة وغرور مستمر وتسويف متتابع الى ان يدركه الموت فتدركه حسرة الفوت ,وانا مقترح عليه ان يسال الله تعالى ان يرزقني هذه الرتبة فاني طالب لها, وقاصر عنها, واوصيه الا يرضى من نفسه الا بها, وان يحذر من مواقع الغرور, فاذا وَعَدَت النفس بذلك طالبها بموثق غليظ من الله تعالى،فان خداع النفس لا يقف عليه الا الاكياس. واما اقل ما يجب اعتقاده على المكلف فهو ما يترجمه قوله لا اله الا الله محمد رسول الله ثم اذا صدق الرسول فينبغي ان يصدقه في صفاة الله تعالى فانه حيّ قادر عالم متكلم مُريد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وليس عليه بحث عن حقيقة هذه الصفاة .فيؤمن بجميع ما جاء به الشرع ايماناً مجملاً من غير بحث عن الحقيقة والكيفية ، فان لم ينفعه ذلك وغلب على قلبه الاشكال والشك ان امكن ازالة شكه واشكاله بكلام قريب من الأفهام.
عدل سابقا من قبل صوفيه وافتخر في 22.09.12 23:54 عدل 1 مرات |
|
| |
| |
| تاريخ المساهمة 12.01.12 23:51 | |
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك ودائما بأنتظار جديدك الشيق لك خالص حبي وأشواقي سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا اعذب التحايا لك
|
|
| |
| تاريخ المساهمة 22.09.12 23:53 | |
شكرا لمروركم الكريم
|
|