| تاريخ المساهمة 29.05.11 16:19 | |
من علامات الساعة التي تتقدمها قبل قيامها ظهور دخان عظيم يأتي من السماء فيعم الكون كله؛ فيخشى الناس من ذلك الدخان ويصيبهم الهلع والجزع؛ ويظنون أنه العذاب الأليم. وقد وردت الأدلة من الكتاب والسنة للدلالة على ذلك الحدث العظيم؛ قال تعالى: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة الدخان آية: 10-11]. وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ) بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال... (. وروى أيضا من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه- قال: ) طلع النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم (.
وقد اختلف العلماء في هذا الدخان هل وقع أم لا؟ على قولين:
• ذهب بعضهم إلى أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشا من الشدة والجوع عندما دعا عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- حين لم يستجيبوا له، وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا الدخان، وإلى هذا القول ذهب عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وتبعه جماعة من السلف ورجحه ابن جرير الطبري رحمه الله.
• وذهب كثير من العلماء سلفا وخلفا إلى أن الدخان هو من الآيات المنتظرة التي لم تأت بعد، وسيقع قرب يوم القيامة، وإلى هذا ذهب علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو سعيد الخدري -رضي الله عنهم- وغيرهم، وكثير من التابعين.
وقد رجح الحافظ ابن كثير - رحمه الله – هذا، مستدلا بالأحاديث التي سبق ذكرها عند الاستدلال على هذه الآية (آية الدخان)، وبغيرها من الأحاديث، وأيضا بما أخرجه ابن جرير وغيره عن عبد الله بن أبي مليكة قال: غدوت على ابن عباس -رضي الله عنهما- ذات يوم فقال: "ما نمت البارحة حتى أصبحت، قلت: لم؟ قال: قالوا: طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق، فما نمت حتى أصبحت". قال ابن كثير -رحمه الله- بعد ذكره لهذا الأثر: "وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس -رضي الله عنهما- حبر وترجمان القرآن، وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرها التي أوردوها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة مع أنه ظاهر القرآن، قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴾ [سورة الدخان آية: 10] أي: بين واضح، يراه كل أحد، وعلى ما فسر به ابن مسعود -رضي الله عنه- إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد، وهكذا قوله – تعــالى -: ﴿ يَغْشَى النَّاسَ ﴾ [سورة الدخان آية: 11]، وقوله - تعالى -: ﴿ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة الدخان آية: 11] أي: يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا".
• وقد ذهب بعض العلماء إلى الجمع بين هذه الآثار بأن قالوا: هما دخانان ظهر أحدهما وبقي الآخر الذي سيقع في آخر الزمان، فأما الآية الأولى التي ظهرت فهي ما كانت قريش تراه كهيئة الدخان، وهذا الدخان غير الدخان الحقيقي الذي يكون عند ظهور الآيات التي هي من أشراط الساعة. |
|
|
|
| تاريخ المساهمة 29.05.11 23:41 | |
سلمت يداك اخي الغالي علي مجهودك الرائع وبارك الله فيك
|
|