الطريقة مسلك خاص من مناهج التصوف يتخذه السالك للوصول إلى غاية هي الإيمان
الكامل الذي يصل إلى عين اليقين أو حق اليقين. وهنا لا يكون الإيمان
تقليديا أو استدلاليا يمكن تعرضه لهزة الشك إذ يرى بعين بصيرته فلا يؤثر
فيه شيء وكما قال الإمام الرباني في مكتوباته إن الفرق بين إيمان العلماء
وبين إيمان المشايخ الكاملين للتصوف هو أن معرفة العلماء بالاستدلال وأن
معرفة المتصوفين بالكشف والذوق وسواء كان الأساس استدلالات أو كشفا فإن
الغاية هي تطبيق الشريعة المحمدية.
وكما أننا نجد في ميادين علوم
الشريعة مجتهدين كباراً برزوا وتركوا مذاهب ومناهج مستقيمة فسرت للأجيال
الإسلامية معاني الشريعة وأهدافها مثل الإمام مالك بن أنس (715 ـ 795)م
وأبي حنيفة (699-767)م ومحمد بن إدريس الشافعي (767 ـ820)م وأحمد بن حنبل
(780 ـ855)م ومجتهدين آخرين درسوا هذه العلوم وتبحروا فيها وكونوا مدارس
متميزة فإننا نجد في ميادين علم التصوف رجالا فضلاء شقوا طرقا ومسالك
اتخذها عشاق الروح للوصول إلى الإيمان الكامل من أمثال:
*الشيخ معروف
الكرخي، *وأبي يزيد البسطامي، *وذي النون المصري *وعبد القادر الكيلاني،
*وأحمد البدوي *وأحمد الرفاعي *وبهاء الدين النقشبند، *والشيخ عمر
السهروردي، *وأبي الحسن الشاذلي، *ونجم الدين الكبروي، *وجلال الدين الرومي
*ومعين الدين الحسني الجشتي، *وأبي العباس التيجاني، وعشرات من هؤلاء
الرجال الذين أسسوا طرقا خاصة لتربية السالك للوصول إلى نهاية المرام
ولكنها تنبع جميعا من مصدر واحد، ومثل ذلك "في الأمور الدنيوية" إننا نصنع
من الحنطة عشرات من أنواع الخبز وصوره ونصنع من اللحم والأرز عديد من
الطعام ولكل مذاق يختلف عن الآخر بالرغم من وحدة الأساس والمادة ولكن
الجميع يؤدي غرضا واحدا هو الشبع، والتمتع وبناء الجسم وتماسكه. وكما أن
المذاهب الإسلامية تهدف إلى توضيح طرق العبادة وأحكام الشريعة والسنة
النبوية لاتخاذها منهجا للحياة. فإن الطرق الصوفية تهدف أيضا إلى ترسيخ
الإيمان الكامل، وإيصال السالك إلى الإيمان اليقين "عين اليقين" لكي يكون
قلبه مطمئنا بالإضافة إلى دعوته لتطبيق تعاليم الشرعة. وللسلوك الصوفي
النقشبندي منهج خاص لإيصال المريد إلى غايته فالطريقة القادرية مثلا تتخذ
الذكر الجهري شعارا لها والطريقة المولوية تعرف بقراءة الأشعار والذكر
وحفلات السماع وللنقشبندية أوراد خاصة بهم ومع اختلاف الطرق في الأوراد
والذكر والشعارات فإنها تلتقي في هدف واحد هو معرفته سبحانه ورضوانه والقرب
منه. وهي طرق حددها العارفون بالله من المشايخ المجتهدين في علم التصوف
بهداية من ربهم سبحانه
منقووول من موقع الطريقة النقشبندية العلية