| تاريخ المساهمة 18.09.11 17:37 | |
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه ومن لأثرهم إقتفى:- أما بعد: فإنّ القرآن الكريم بلا شك كلام الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وكلام الله هو أحسن كلام، عجز عن أن يأتي بمثله المتكلمون فصيحهم وبليغهم، كيف لا وهو كلام الملك سبحانه وتعالى. والقرآن الكريم حمل في طياته العبر والعضات، والأخلاق والفوائد، والأوامر والنواهي، والبشائر والنذائر، فكان دستوراً لا يضاهيه أي دستور على وجه الأرض جمعاء. ولقد إحتوى القرآن على علم جم وفقه واسع إستخرجه العلماء وفهمه البلغاء وإستنبطه الفقهاء فساروا على نهجه وأوامره فنرى أن بالسير على خطاه تسكن النفس وتطمئن الحياة أمماً وشعوباً وأسراً وأفراداً وجماعات. كيف لا والله عزوجل يقول: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء: 9) . ففيه الهداية وفيه الأجر العظيم وفيه البشارة المسعدة للناس ليسكنوا ويطمئنوا بسعادة الدارين. بل هو شفاء في الدنيا ورحمة في الآخرة: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا } (سورة الإسراء: 82) . والقرآن الكريم هو أساس العلم وأصله ومنبعه فقد نزل على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فكان أول آية فيه هو الأمر للرسول بالقراءة والتدبر، بل فيه الأمر الصريح على فضل العلم ومكانته وأمر الرسول( صلى الله عليه وسلم ) بالاستزادة منه: { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمً } (سورة طـه: 114). بل حبذ منه وشرف أهله فقال عزوجل: { وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } (سورة فاطر: 28). ولذلك نجد أن القرآن هو أساس الحضارة الإسلامية التي أنقذت العالم من الويلات ودفعته إلى التقدم الهائل في إبعاد الحياة وعلى جميع المستويات بعد أن كان الناس يعيشون تحت حكم الإمبراطوريات المستبدة التي كانت تبطش بصغيرهم وكبيرهم وشابهم ورجلهمِ وامرأتهم . حتى أنه أصبح السبب الرئيسي للنهضة العلمية في الغرب وبأن المسلمين هم آباء العلم الحديث. ولذلك نجد أنهم يعترفون بذلك، يقول (فوستاف لوبون): إن المكتبات والمحابر والأدوات هي مواد لا بد منها في التعليم والبحوث ولكن هذه الأشياء ليست في النهاية إلا مواد وعناصر وإن قيمتها تتوقف فقط على الطريقة التي نستخدم فيها ... وأن الإختياروالملاحظته هما أسس الطرق العلمية الحديثة، ويجب اليوم أن نعترف بأن هاتين القاعدتين إنما تعودان بصورة كاملة إلى العرب). ويقول(ليبري): في صدد تأثير الحضارة الإسلامية على الحضارة العالمية في هذا اليوم: " إرفعوا العرب من التاريخ تتأخر النهضة في أوربا قروناً عدة " . ويقول(سلوريان): (كان للعرب عصر مجيد عرفوا فيه بإنكباسهم على الدرس وسعيهم في ترقية العلم والفن ولا نبالغ إذا قلنا إن أوربا مدينة لهم بخدمتهم العلمية تلك الخدمة الني كانت العامل الأول والأكبر في نهضة القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلاد). بل أن القرآن الكريم إحتوى في تضاعيفه وثناياه حتى العلم الحديث الذي توصل إليه العلماء المعاصرون، فقد قام المخترع أديسون الذي إخترع المصباح الكهربائي بأكثر من ألف تجربة قبل أن ينجح في إكتشاف ليهديه الله بعدها إلى وضع زجاجة حول المصباح لتغطي السلك المتوهج فيصبح المصباح للإستخدام من الناس ولو كان هذا العالم يعلم ما في القرآن الكريم من آيات معجزات لعلم أن مصباحه بحاجة إلى أن يغطي بزجاجة كي ينجح ويضيء لمدة طويلة كما يجب وذلك مصداقاً لقوله تعالى: { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (سورة النــور: 35) . كذلك فإن الوكالات الفضائية أنفقت الجهد والمال لمعرفة هل هناك حياة على سطح القمر وتقرر بعد سنوات من البحث المضني والرحلات الفضائية أنه لا يوجد هناك أي حياة على سطح القمر ولو قرأوا كتاب الله لوفر عليهم ما بذلوه لأن الله تعالى قال: { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } (سورة يــس: 39) . والعرجون القديم هو جذع الشجرة اليابس الخالي من الماء والحياة. وقال عزوجل: { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } (سورة الزمر: 6) . إذ لا يولد المولود إلا في جو مظلم تماماً كما قال عزوجل، لكن فريق الأبحاث الطبي كان يجري تجارب على أطفال الأنابيب دون مراعاة قوله تعالى فكانت التجارب تنتج أطفالاً مشوهين وعندما اجروا تجاربهم في جو مظلم تماماً تكللت تجاربهم بالنجاح فسبحان الملك العليم... { الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } .
|
|
| |
| |
| تاريخ المساهمة 19.09.11 22:33 | |
|
|
| تاريخ المساهمة 20.09.11 2:04 | |
|
|