الحمد لله القائل
والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله القائل :
فيما يرويه عن الله تبارك و تعالى " من عادى لي ولياً فقد ءاذنته بالحرب و ما تقرب إلي عبدي بشىءٍ أحب إلي مما افترضت عليه و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها"، هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري
الولي هو الذي أدى الواجبات و اجتنب المحرمات و أكثر من النوافل فالطبقة العليا من المؤمنين بعد الأنبياء بالنسبة إلى البشر و الجن هم الاولياء ثم سائر المؤمنين أما الملائكة فكلهم أولياء الله و إن كانوا على درجات فيما بينهم و أكبر الأولياء في البشر و أعلاهم درجة هم أولياء الصحابة و أولياء أمة محمد صلي الله عليه وسلم
هم الذين عناهم الله بقوله في سورة براءة :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
| بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ و َالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ | |
وهؤلاء الأولياء لا ينقطعون في أمة محمد صلي الله عليه و سلم إلى يوم القيامة. ثم إن من كرامات الأولياء أي مما يكرمهم الله به في الدنيا إجابة الدعوة و تكثير القليل من الطعام و عدم التأثر بالسم القاتل و عدم الإحتراق بالنار، أما إحابة الدعوة فهي كثيرة كان سعد ابن أبي وقاص و هو المسمى سعد ابن مالك المكي القرشي أحد العشرة المبشرين بالجنة كان مجاب الدعوة إن دعا لشخص أصابته تلك الدعوة و إن دعا على شخص ظالم أصابته تلك الدعوة و ذلك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم دعا لسعد ابن أبي وقاص قال:" اللهم أجب دعوته"، فكانت دعوته مستجابة.
من ذلك ما رواه قيس ابن أبي حازم و كان من أكابر التابعين الذين اجتمعوا بالصحابة قال: كنت في المدينة أطوف في السوق حتى بلغت أحجار الزيت فلقيت أناساً مجتمعين و إذا برجل راكباً دابة بينهم فجاء سعد ابن أبي وقاص فقال: ما هذا؟، فقالوا: هذا رجل يشتم علي ابن أبي طالب، فتقدم إليه فأفرجوا له فقال سعدٌ: يا هذا علام تشتم علي ابن أبي طالب، ألم تعلم أنه أول من أسلم، ألم تعلم أنه أول من مع رسول الله و ذكر حتى قال ألم تعلم أنه ختن رسول الله أي صهر رسول الله عليه و سلم، ألم تعلم أنه صاحب راية رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزواته ثم استقبل القبلة و رفع يديه فقال: اللهم إن كان هذا يشتم ولياً من أولياءك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك. فساخت به دابته فوقع على هامته على تلك الأحجار فانفلق دماغه فمات. ثم بعد ذلك ذكر له أن رجلاً من الحكام الجائرين أي الظالمين قال في بيت مال المسلمين " إن هذه أموالنا نفعل بها ما نشاء و نمنع عنها من نشاء" فقام سعد ليدعو عليه فنزل ذلك الرجل خوفاً من أن يدعو عليه فتصيبه دعوته فيهلك فقال: إنما هي أموال الله، تراجع . و كان هو أحد ولاة بني أمية الجائرين الظالمين الذين يستبدون ببيت مال المسلمين فيعطون من يواليهم و يمنعون عن كثير ممن يستحقون. و هكذا ينتقم الله تعالى ممن يشاء ممن يؤذي أولياءه و ينتهك حرمهم و هذا الذي يؤذي الأولياء لا يأمن أن يصيبه الله تعالى قبل موته بمصيبة تقصم ظهره جزاءً له على فعله، ثم يعلم من هذا الحديث الصحيح أن أكابر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم هم المهاجرون الأولون لم يكن بينهم حقد و عداوة بل كان كل واحد منهم يعرف الفضل لأخيه الذي يجمعه به صحبته رسول الله صلي الله عليه وسلم
و كان أحد فقهاء اليمن سليط اللسان على بعض الفقهاء المعتبرين من الأولياء الكبار و هذا الفقيه الولي الإمام هو الفقيه المشهور محي الدين النووي و كان هذا اليمني يؤذي النووي فلما مات اليمني و اسمه كمال الذين اندلع لسانه بشكل بشع و جاء شىء يشبه الهرة فاقتطع لسانه و ذهب به و اختفى هذا بعض ما جازاه الله تعالى به قبل أن يغيب إلى بطن الأرض .
فالحذر الحذر من القدح و الطعن في واحد من السابقين الأولين من المهاجرين أو الأنصار و الأنصار هم أهل المدينة الذين نصروا رسول الله فسماهم الله تعالى بهذا الأسم الشريف الأنصار و هو اسم لم يكن لهم قبل الإسلام إنما الإسلام شرفهم به كذلك ليحذر المؤمن المشفق على نفسه من التعرض لمعاداة أي ولي من أولياء الله و سعد ابن أبي وقاص هو أفضل المؤمنين بعد الخلفاء الراشدين من الطبقة العليا أما أبو هريرة فلا يعد من السابقين الأولين لكنه يعد من علماء الصحابة و من الذين كان لهم حظ وافر من حب الله و رسوله و قد أدرك مع رسول الله صحبة ثلاث سنوات لازمه فيها فأخذ من العلم الكثير الكثير لأنه كان متفرغاً لم يكن متزوجاً و لم يكن يشغله أهل و لا مال فلم يكن يمتهن مهنة و لا كان له ابن يشغله و لا أهل تقطعه خدمتهم عن ملازمة رسول الله عليه و سلم فجمع في هذه السنوات من علم رسول الله ما لم يجمعه كثير من الذين لازموا رسول الله أكثر من عشر سنوات و الله تعالى هو ذو الفضل و المن كما قال رسول الله في بعض دعواته " لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت"، فمن علامات المقت أن يجعل الإنسان همه الطعن بهؤلاء الأولياء الأبرار الأطهار. و الهجرة الى رسول الله لها مكانة عالية عند الله. كان رجل من أصحاب رسول الله قد هاجر هو و صاحب له من بلادهما و تسمى دوس إلى المدينة المنورة بعدما هاجر إليها رسول الله بمدة تركا وطنهما حباً في الله و رسوله و اغتربا إلى مدينة رسول الله سلم و كان أحد الرجلين أصابه مرض ثم اشتد عليه الألم فأخذ حديدة فقطع مفاصل يديه فصار الدم يشخب فمات بنزيف الدم ثم رءاه رفيقه المهاجر في الرؤيا برؤية حسنة لم يره برؤية سيئة فقال له ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي بهجرتي إلى النبي فإذا كان هذا حال هذا المهاجر الذي فعل أكبر الجرائم بعد الكفر بالله فكيف يكون المهاجرون السابقون الأولون، إذا كان الله تبارك و تعالى شبه غيبة الرجل المسلم من غير سبب شرعي من غير تقييد بالصالحين الأولياء بالأكل من لحم أخيه ميتاً فما يكون الذي يغتاب أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو أبا هريرة أو سعد ابن مالك أو غيرهم من الصحابة الكرام أليس هذا بذنب و معصية شنيعة، الله تعالى عظم حرمة المؤمن فقد ورد بالإسناد الصحيح أن حرمة المؤمن عند الله تعالى أعظم من حرمة الكعبة و أما غيبة الأتقياء الصالحين فمعصية كبيرة من أكثر منها و لم يتب يكون من أهل عذاب القبر فما أعظم خبث من يعادي واحداً من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان و ما أجهل من أقدم على الطعن فيمن زكاهم الله تعالى.
فالكرامات صنع الله لا صنع العبد وهي دلالات القرب والدنو ومن علامات الحب وتأييد الحق لبعض الخلق فجعلهم آيات تهدي عباده وكلمات صادقات بحقه وتنفيذا لمراده في خلقه فبين الولي من المؤمنين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وذلك ليس باللسان أو بالقلب الحيران ولكن بتغيير ذلك بمراد الرحمن فبقلوبهم وطلبهم تتغير وبأمرهم يتبدل البهتان وينظر الحق رحمة بعباده ويتجنبوا غضبه بما كان فاسرد ذلك الحبيب في أحاديثه أما من ينكر فقد بين الله ذلك في قوله قال الذي عنده علم الكتاب أنا آتيك بعرش بلقيس قبل أن يرتد لسليمان طرفه فوجده مستقرا عنده فلهم الأولياء يد الله الفعالة لما يريد أمدنا الله بهم وعرفنا عليهم حتى يدعوا لنا بالتوفيق وينيروا قلوبنا وبهم نوفق فنفيق فهم مفاتيح الفضل والله قال من عادى لي وليا واحدا فقد آذنته بالحرب فما بال من يعاديهم جملتا وينكر الفضل في الأمة رحمنا الله وأمدنا بالهادين المهتدين وحفظنا من جهل الغافلين أمين .