| تاريخ المساهمة 05.12.11 14:42 | |
تاريخ الصراع بين الفرنسيين والانكليز وحرب المئة عام
بعد نزوله على الشاطئ النورماندي توجه الجيش الإنكليزي نحو الشمال، فتصدى له الفرسان والمشأة الفرنسيون. ودارت معركة بين الجيشين بمدينة (كريسي) CRECY في 24 (آغسطس) عام 1346 م. في فجر ذلك النهار الذي كانت فيه المواجهة، بدا الجيش الفرنسي بمظهر أنيق اذ كان الفرسان مدججين بالسلاح الذي خطف ببريقه الأبصار، أما الإنكليز فكان سلاحهم متواضعاً. حيث كان عدد الفرسان في صفوف الجيش الإنكليزي، بينما كثر عدد الفلاحين الذين كانوا رماة سهام ماهرين، وكان الملك اداورد الثالث قد فرض الخدمة العسكرية عليهم، ومعركة (كريسي) كانت أولى المعارك الغربية التي استعمل فيها عدد من المدافع التي تقذف الحديد والحجارة بتأثير الإنفجار وقد دفع الجيش الفرنسي خيالته الماهرين الى قلب المعركة، ولكن الفرسان لم يستطيعوا الوصول الى الصفوف الإنكليزية لأن سهام الرماة وقذائف المدافع كانت تستقبلهم وتحصدهم على بعد مئة متر. ونتيجة تلك المعركة كانت كارثة بالنسبة إلى الجيش الفرنسي الذي ترك نحواً من 25 ألف قتيل، فمعركة (كريسي) أعتبرت محطة مهمة في تاريخ الحروب ونقطة تحول في الفنون العسكرية واعلاناً لنهاية عصر الفروسية، خاصة بعدما لوحظ ان فلاحاً بسيطاً يستطيع بفضل سلاحه ان يتغلب على سيّد كبير.
قرن من الصراع بين الفرنسيين والإنكليز................. ان مرحلة الصراع الطويلة بين فرنسا وانكلترا والتي عرفت باسم حرب المئة عام، لم تكن في الواقع حرباً مستمرة، مع العلم انها بقيت اكثر من مئة عام، وقد توالى على عرش فرنسا خلال تلك الأزمة خمسة ملوك، كما توالى على عرش انكلترا عدد من الملوك مماثل ، وتعاقبت ثلاثة اجيال كاملة على العيش في أجواء الإضطرابات والحروب. فحرب المئة عام كانت عبارة عن عدد من المعارك تفصل بينها فترات من الهدوء النسبي أو السلام المضطرب، اما اعمال النهب ، وموجات الجوع والطاعون كانا يكملان خراب المدن والمناطق الريفية. الحقبة السوداء ....................... الخلاف الذي وقع بين ورثة العرش الفرنسي، فقد توفي أبناء (فيليب لوبل) الثلاثة ولم يبق من الذكور من يرث العرش، وكانت زوجة ادوارد الثالث ملك انكلترا آخر من تبقى من الأسرة (الكابيسيانية)، فتدارس العلماء امكان الاعتراف بحق ملك انكلترا بالعرش الفرنسي، واستنتجوا انه لا يمكن للفرنسيين ان يقبلوا بذلك. بدء الصراع ...................... أجمع رأي العلماء على انه لا يحق لامرأة من الأسرة المالكة ان تتسلم العرش ولا ان تنقل الحق بالعرش الى احد ابنائها الذكور، وهكذا انتقل الملك الى (فيليب دي فالوا) وهو من المقربين إلى أسرة (الكابيسيانيين) وقد حمل اسم فيليب السادس، ثم حاول الملك الجديد بسط سلطته على دوقية غويانا، وكانت تابعة لعرش انكلترا، فأعلن (ادوارد الثالث) الحرب على ملك فرنسا، فالخلاف على الحكم كان من اسباب الصراع، فضلاً عن حب التوسع الذي أظهره ملك فرنسا وعن رغبة ملك انكلترا في الحفاظ على ممتلكات عرشه.
الخسائر الفادحة............... لقد بدا التفاوت واضحاً من حيث القوة بين الخصمين المتصارعين، فعدد سكان فرنسا آنذاك تجاوز16 مليون نسمة وكانت اكبر دولة أوروبية من حيث عدد السكان، بينما لم يكن في انكلترا اكثر من أربعة ملايين نسمة، ولكن ذلك التفاوت لم يكن له تأثيره على الصعيد العسكري، فالملك ادوارد الثالث كان يحكم دولة محددة ومنظمة ويقود جيشاً مدرباً على فنون جديدة في القتال. بدأ الصراع في عام 1340 م عندما انحاز شعب (الفلامند) الى جهة الأنكليز، وجمع الفرنسيون اسطولاً بحرياً في مرفأ (إيكلوز) لمنع الجيش الإنكليزي من النزول على الأراضي الفرنسية، ولكن ذلك الاسطول أبيد في سنة 1340. وبعد ست سنوات نزل ادوارد الثالث في النورماندي ودحر الفرسان الفرنسيين في (كريسي). وكانت الكارثة بالنسبة الى الفرنسيين عام 1356 في (بواتييه) حيث وقع الملك (جان الثاني الطيب) في الأسر، ولكي يتوقف ادوارد الثالث عن المطالبة بحقه في عرش فرنسا تنازل له ملك فرنسا عن مقاطعات (بواتو)، (غويان)، (غسكونيا) و (كاليه). اضطرابات وانتفاضات.................. ان الاضرار التي تركتها الحروب والمآسي التي خلفها مرض الطاعون والجوع الذي قضى على بعض ابناء الطبقة الفقيرة، هذه الولايات مجتمعة أثارت نقمة النفوس، وفي منتصف القرن الرابع عشر أمسى الوضع داخل فرنسا على فوهة بركان. ففي مدينة باريس تظاهر أبناء البورجوازية ضد النبلاء وضد ولي العهد الذي أصبح بعد تسلمه الملك يعرف باسم شارل الخامس، وبقيادة نقيب التجار (إتيان مارسال) طالب البورجوازيون بإلغاء بعض الامتيازات وبمراقبة جباية الضرائب. وفي كانون الثاني (يناير) من عام 1358 أجبر (إتيان مارسال) ولي العهد، وبحضور جمع من ابناء المدينة، على أن يرتدي قبعة باللونين الأحمر والأزرق وهما شعار باريس، فكان هذا العمل مظهراً ثورياً حقيقياً. ولكن ولي العهد استطاع الافلات، فخرج من العاصمة ثم حاصرها. وكان من نتيجة الحصار ورغبة (إتيان مارسال) بالتعاون مع الانكليز ضد الملك ان وقع الخلاف بين اتباعه، فاغتيل (مارسال) وانتهت بموته ثورة الباريسيين. نهوض فرنسا العسير................ في عام 1364 م اعتلى عرش فرنسا الملك (شارل الخامس) الملقب بالحكيم، فجعل همه الأول العمل على انهاض البلاد من كبوتها، وكان (شارل) رجلاً مثقفاً، مولعاً بجمع للمخطوطات النادرة والتحف الثمينة، فأحاط نفسه بالأدباء والرسامين والموسيقيين، كما بني قصر (اللوفر) وأنشأ المكتبة الملكية، واختار عدداً من الوزراء الأكفاء لمساعدته وبفضل ترتيب ضرائب جديدة على تجارة الملح استطاع ان يؤمن ميزانية التاج الملكي... والخسائر في المعارك السابقة جعلت الملك يأخذ دروساً مفيدة، فأعاد تنظيم الجيش على أسس جديدة، فألغي الدور الرئيسي الذي كان للفرسان، وانشأ جيشاً دائم الحضور يضم محاربين يتقنون المعارك الخاطفة ونصب الكمائن، بدل المواجهات الكبرى التي لم تعد فيما مضى نتائج حسنة. ومن حسن حظ شارل الخامس انه اعتمد على قائد للجيش عد من كبار القادة في التأريخ الفرنسي وهو (برتراند دوغوكلان). وقد طلب منه الملك ان يعمد اولاً الى تنظيف البلاد من عصابات المرتزقة التي انتشرت وراحت تنهب المناطق، ولكي يريح البلاد من شرهم استطاع (دوغوكلان) إقناع المرتزقة بأن يحاربوا تحت امرته في اسبانيا في سبيل دعم أحد المطالبين بعرش اسبانيا والذي كان حليفاً للفرنسيين ضد الإنكليز. فانتصر هناك على الأمير (إدوارد) ، بطل بواتييه، والذي كان يعرف باسم الأمير الأسود بسبب لون سلاحه ودروعه. بعد هذا الانتصار عاد (دوغوكلان) إلى فرنسا وراح يجتاح معاقل الأنكليز، فسقطت بين يديه ولم يبق بيد الإنكليز الا عدد قليل منها. اجتياح جديد................. ورث (شارل السادس) عرش فرنسا بعد موت أبيه، إلا أنه بدأت تظهر عليه علائم الجنون منذ عام 1392. فغرقت البلاد في حرب أهلية، وانقسم الشعب الى فئتين : فئة مؤيدة لشقيق الملك (لويس دورليان)، وأخرى مؤيدة لدوق بورغونيا (جان) الملقب بالشجاع. هذا التمزّق استغله ملك انكلترا هنري الخامس، فتحالف مع دوق بورغونيا ونزل الأرض الفرنسية في حزيران (يونيو) من عام 1415 وانتصر في معركة (إيزنكور) Azincourt. في مدة أربعة أشهر استعاد الممتلكات التي كان قد سيطر عليها من قبل القائد (دوغوكلان). هذا الوضع أحرج الفرنسيين الذين اضطروا إلى الاعتراف بهنري الخامس وريثاً لعرش فرنسا.
جان دارك.................. في سنة 1424 م اجتاح الانكليز ممتلكات الملك شارل وحاصروا مدينة (أورليان) التي بسقوطها، تسهل احتلال ما تبقى من البلاد. ولكن اورليان صمدت بفضل شجاعة فلاحة بسيطة هي . (جان دارك) التي كان لها من العمر ثمانية عشر عاماً. عاشت (جان دارك) في (دومريمي) DOMREMY بمقاطعة (لورين) LORRAINE، وقد ادعت انها سمعت أصواتا من السماء تأمرها بالانضمام الى ولي العهد (شارل) (شارل السابع) ومساعدته على تحرير المملكة، فاعتُبِر تصرفها في البدء ضرباً من الجنون ولكن اصرارها حمل (شارل) على استقبالها في (شينون) حيث روت له ما كان من أمرها حاثة إياه على العودة إلى القتال، فأعطى الملك الفلاحة الشابة سلاحا وجواداً وعلماً خاصاً، وانتقلت للانضمام الى الجيش الملكي في أورليان. وقد أثار وصولها حميّة الجنود الذين انتقلوا إلى الهجوم واجبروا الإنكليز على فك الحصار والإبتعاد عن المدينة. حينئذ أراد قادة شارل السابع التوجه نحو باريس، ولكن (جان دارك) ألحّت على أن ينتقل الملك اولاً الى مدينة (ريمس) REIMS ليتوّج هناك، وقد ساعدت، (جان دارك) على بعث الثقة في النفوس وعلى اذ كاء الروح الوطنية للمرة الأولى مما ساعد الشعب على العمل من أجل وحدته الوطنية. واستطاع الجيش الفرنسي تحت لواء جان دارك الأبيض والموشي بزهر الزنيق، ان يحرر مدن (لان و (سواسون) و (كومبيان) إلا أنه في 23 نيسان (أبريل) من سنة 1430 وقعت جان دارك في كمين نصبه لها أتباع دوق بورغونيا فأسرت وسلّمت إلى الإنكليز، وأعدمت حرقاً في ساحة مدينة (روّان) في 30 أيار (مايو) عام 1431. نهاية حرب المئة عام في سنة 1435 نقض دوق بورغونيا محالفته مع الإنكليز وانسحب من الحرب، وفي السنة التالية استعاد شارل السابع مدينة باريس ودخل عاصمته في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1437 ثم استجمع الفرنسيون وعاودوا المعارك سنة 1449. وخلال اربع سنوات استعادوا (النورماندي) و (بوردو) (1452) ومنطقة (غويان) ، وعندما حلّ عام 1453 لم يكن متبقياً بيد الإنكليز سوى مدينة (كالب) ، وهكذا وصلت حرب المئة عام إلى نهايتها، وقد خرج منها المتخاصمان منهوكي القوى بعد الصراع الطويل. بعد ذلك سادت الاضطرابات الداخلية انكلترا، وقد عرفت تلك الحرب الداخلية باسم (حرب الوردتين).
|
|
| |
| تاريخ المساهمة 05.12.11 15:40 | |
ماأجمل تلك المشاعر التي خطها لنا قلمكِ الجميل هنا لقد كتبتِ وابدعتِ كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها فكم استمتعت بردكِ الجميل بين سحر حروفكِ التي ليس لها مثي
|
|