قديماً قيل الوقت كالسيف، إذا لم تقطعه قطعك، وبالتالي فإن الشعوب المتقدمة علمياً وإدارياً وفكرياً، واقتصادياً وصناعياً، هي التي تحترم وتقدر وتنظم وقتها، وتحاول الاستفادة بقدر الإمكان من وقتها في بناء حاضرها ومستقبلها، وأصبح هناك ما يعرف بعلم "إدارة الوقت" فالإنسان في العالم المتقدم منضبط للغاية في الأمور المهمة التي يجب عليه إنجازها، يستطيع ملء يومه بالكامل، ولا وجود للفوضى في المواعيد، والحركة والإنجاز، والالتزام بالقول، كما الفعل.
نحن مازلنا، بكل أسف لا نحسب للزمن حساباً، في عملنا ولا في حياتنا الخاصة والعامة.. الزمن آخر ما نفكر فيه، لا أحد يتصل ويحدد موعداً لزيارة ولا لمشورة ولا حتى لـ"واسطة" يتواعد أحدهم مع زميل له، فيقول: أراك بعد الظهر أو في المساء، وهكذا فقدنا التواصل مع الزمن، ومع متغيرات الحياة وسرعة الحركة والتواصل فيها..
نسبة النمو في الصين وصلت إلى نحو 11% في السنوات الأخيرة، وقد استطاعت الوصول إلى ذلك بفضل المعرفة الجيدة لإدارة الوقت واستغلال الإمكانيات المتوفرة والمتاحة لها، وبفضل التخطيط للمستقبل، ومعرفة حاجات السوق، وتأمين متطلبات ما يقارب مليار وأربعمئة مليون نسمة.. إنها معجزة الصين التي تحققت بقوة وشجاعة وإدارة حاسمة لا تعرف الملل، ولا الكسل، وتجيد التصرف بكياسة وحزم ودقة متناهية مع جميع شعوب العالم (الغنية والفقيرة).. الدرس الصيني، يمكن الاستفادة منه كثيراً إذا عرفنا كيف ندير وننظم وقتنا ومشاريعنا وأحلامنا؟!