| تاريخ المساهمة 18.09.12 23:10 | |
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله وصحبه أجمعين الحمد لله الذي أشرق أنوار محبّته في قلوب أوليائه فأصبحوا بذلك مستبشرين , وحلاّهم بحلية جماله فتزيّنت أرواحهم بتاج كماله فهم عنده متنعّمون ,السابقون السابقون أولائك هم المقرّبون. بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحسناته وطيّباته : فانّ خير ما شدّت اليه الرحال الى بلاد الوصال طلب العلم والحكمة فهما أخوان شقيقان وصديقان حميمان " اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا " والمتمعّن في حكم ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه التي سارت بها الركبان في كل مكان وزمان تمعّن المنصف الحاذق, والشائق الى مقام القرب الذائق ,لا بدّ أن يعترف بما حوته تلك الحكم من لوائح الأنوار وما حوته من نفائس الأسرار , فرضي الله عن متلقيها في حضرة الالهام من خزائن الأفهام وقد قال فيها العلماء بالله تعالى ما لا يحصى من الثناء والشكر , وتاه من تاه منهم بالغيبة فيها والسكر, وقد سمعت شيخنا العارف بالله تعالى الأستاذ فتحي السلامي القيرواني رضي الله عنه يقول " لا يوجد عارف بالله تعالى على وجه الأرض من لا يحفظ كتاب الحكم بعد حفظه لكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم " .
وقد أعمل فيها السادة الكرام من العارفين الأعلام أقلامهم ونتائج أفهامهم شرحا وتحليلا , واستنباطا وتفصيلا , كل على قدر علمه وعلوّ ذوقه وكعبه , فرضي الله عنهم وأرضاهم بما أسدوه من الخير الجزيل الينا والى غيرنا من المسلمين في تفهيم الدين على قواعد الصراط المستقيم , فلله درّهم من أعلام , وقد قال فيهم الشاعر : هؤلاء آبائي فجئني بمثلهم * اذا جمعتنا يا جرير المجامع ولمّا تفكّر هذا الفقير في تلك الحكم بذوق القدم بعد اطّلاعه على بعض ما ذكر من كلام الشارحين بسوابق الهمم وعزائم العلم تبادرت الى ذهني فكرة غالبة لأنّها من الله قاهرة فلا يعترضها حائل الا صدمته ولا مانع الا دهسته أن أكتب ما يجريه الله تعالى على قلبي من أنوار تلك الحكم بأسلوب جديد لم أسبق فيما أدري والله يدري اليه وذلك بشرح الحكم بالحكم.
فأردت وليس لي ارادة في نفسي مع الله تعالى أن أكتب بعض ما يتيسّر من ذلك افادة بحسب ظنّي للعلم , فلعلّ الله تعالى ينفع بها من وقف عليها باذنه تعالى , ولا أدّعي فيما أكتب العلم بل ولا الحكمة وانّما فقط تدارس العلم في هذا الشهر المبارك الكريم مع أهله , وكنت قد كتبت البعض من ذلك في غير هذا المنتدى الكريم الطيّب , وسأكتب في هذه الصفحة شرحي الأوّل على الحكمة الأولى من حكم سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه , وليس هو بشرح نثري بل هو شرح الحكم بالحكم كما أسلفت ذكره آنفا وما نيّتي في ذلك غير نشر أذواق السادة الصوفية رضي الله عن أولهم وآخرهم وفهمهم للدين والعلم , ولا أرى كلامي بالذي يعتمد عليه بالمقارنة مع كلام ساداتنا من العارفين الكبار الذين غاصوا في قعور البحار الزاخرات, وعلى المولى الكريم اعتمادي وأرجو من المارين على هذا الكلام أن يشيروا علينا بنصائحهم وملاحظاتهم ولا يبخلوا علينا بها فالصدر والله رحب طيّب بذلك وبالله التوفيق :
يقول السيّد العارف سيدي ابن عطاء الله الاسكندري رضي الله عنه في الحكمة الأولى من حكمه المحكمة :
|
|
| |
| |