| تاريخ المساهمة 07.05.11 17:25 | |
قلل خبراء عسكريون وسياسيون مصريون من قيمة التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين والتي اعتبرت أن السياسة الخارجية المصرية في نسختها الجديدة تمثل تهديدا إستراتيجياً للدولة العبرية، مشددين على أن هذه التصريحات تعكس قلقا من تنامي القوة الشعبية في الدول العربية، ورغبة إسرائيل في ابتزاز الدول الغربية واستعدائها ضد السياسة المصرية في مرحلة ما بعد الثورة.
وقال الخبير في الشؤون الإستراتيجية اللواء أركان حرب متقاعد طلعت مسلم إن إسرائيل قلقة من التغير الذي طرأ على الموقف المصري والسياسة الخارجية المصرية، حيث فقدت إسرائيل حليفا كان يساعدها على تنفيذ إستراتيجيتها في محاصرة الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.
وأوضح مسلم أن الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية التي كانت مبنية على حصار الشعب الفلسطيني وإضعافه بالتعاون مع مصر قد سقطت بسقوط النظام السابق، وخاصة بعد أن أعلنت مصر أنها لن تسمح فقط بفتح معبر رفح أمام حركة العبور للفلسطينيين، بل تجاوزت ذلك بالإعلان عن فتح المعبر أمام دخول السلع التي تمنع إسرائيل دخولها إلى القطاع.
مبالغة لكن مسلم قلل من حجم الانزعاج الإسرائيلي من السياسة المصرية، معتبرا أن رد الفعل الإسرائيلي مبالغ فيه من الناحية الإستراتيجية والعسكرية، حيث من المستبعد في هذا التوقيت أن تمثل السياسة المصرية تهديدا لأمن إسرائيل بالنظر لما يربط بين مصر وإسرائيل من اتفاقيات دولية تؤدي إلى ثبات المعادلة الإستراتيجية والعسكرية في وضع توازني.
مسلم أشار إلى أن مخاوف الجانب الإسرائيلي هي محاولة لاستباق المواقف لأنه يدرك أن ثمة ضغوطا يمارسها الرأي العام على صانعي السياسة الآن تطالب بإلغاء معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
واعتبر الخبير العسكري أن الجدار الفولاذي -الذي شرع النظام السابق في إقامته بين قطاع غزة ومصر- سقط وانتهى بقرار مصر فتح المعبر، حيث أصبح الجدار بلا قيمة لأن المقصود منه كان إيقاف الحركة بين غزة ومصر.
رهان خاسر وبدوره أكد رئيس مركز مقدس للدراسات الإسرائيلية سمير غطاس أن الانزعاج الإسرائيلي من السياسة الخارجية المصرية مصدره إدراكها أن مصر تسعى إلى استعادة دورها الإقليمي كقوة أساسية تلعب دورا محوريا في المنطقة، وما يمثله ذلك من خطورة على وضعها داخل المنطقة.
وأوضح غطاس أن إسرائيل كانت تراهن على أن مصر سوف تنشغل فترة طويلة بأمورها الداخلية، ولن تلعب دورها الإقليمي وأن إسرائيل وتركيا وإيران ستبقى فقط مهيمنة على المنطقة، ولذا فقد حاولت إسرائيل استعداء دول العالم على مصر لأنها أعادت الوحدة بين حماس وفتح بما يجعل غزة معبرا لدول وقوى دينية تهدد أمن إسرائيل.
وأضاف غطاس أن تصريحات ليبرمان الاستفزازية جعلت مصر قبل الثورة ترفض استقباله، ومن ثم فإن مصر الثورة سوف تكون مغلقة أمامه في المستقبل، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية لا تأخذ تحفظات إسرائيل على السياسة الخارجية المصرية مأخذ الجد، كما أن المجلس العسكري المصري لن يسعى إلى استرضاء إسرائيل بأي حال من الأحوال.
وخلص غطاس إلى أن السياسة الخارجية المصرية الجديدة التي استعادت عافيتها تشكل قلقا حقيقيا لإسرائيل لأنها أصبحت لاعبا رئيسيا في معادلة الأمن في المنطقة، ومن ثم توقع أن تحشد إسرائيل اللوبي الأميركي في حملة لاستعداء أميركا على مصر، مذكرا بالحملة التي شنها اللوبي الأميركي العام الماضي والتي أدت إلى قيام الثورة
|
|
| |
| |