| تاريخ المساهمة 29.05.11 16:21 | |
من علامات الساعة وأشراطها التي أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ستقع هو أن تلد الأمة ربتها، كما ورد ذلك في حديث جبريل المشهور الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ) أن جبريل - عليه السلام - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: فأخبرني عن الساعة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان (. وهذه العلامة هي دلالة على تغير الأحوال وانقلاب الموازين؛ حيث يصبح السيد عبدا؛ والعبد سيدا؛ والرفيع وضيعا؛ والوضيع رفيعا. وقد اختلف أهل العلم في تفسير هذه العلامة على أقوال: فقال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - عن ولادة الأمة ربتها أو ربها الواردة في الحديث: ) أن تلد الأمة ربتها ( وفي الرواية الأخرى: ) ربها ( على التذكير، وفي الأخرى ) بعلها ( قال: يعني السراري، ومعنى ربها وربتها: سيدها ومالكها وسيدتها ومالكتها. قال الأكثرون من العلماء: هو إخبار عن كثرة السراري وأولادهن، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها؛ لأن مال الإنسان صائر إلى ولده، وقد يتصرف فيه في الحال تصرف المالكين، إما بتصريح أبيه له بالإذن، وإما بما يعلمه بقرينة الحال، أو عرف الاستعمال. وقيل معناه: أن الإماء يلدن الملوك، فتكون أمه من جملة رعيته، وهو سيدها وسيد غيرها من رعيته. وقيل معناه: أن تفسد أحوال الناس فيكثر بيع أمهات الأولاد في آخر الزمان فيكثر تردادها في أيدي المشترين حتى يشتريها ابنها ولا يدري، ويحتمل على هذا القول ألا يختص هذا بأمهات الأولاد فإنه متصور في غيرهن، فإن الأمة تلد ولدا حرا من غير سيدها بشبهة أو ولدا رقيقا بنكاح أو زنا ثم تباع الأمة في الصورتين بيعا صحيحا، وتدور في الأيدي حتى يشتريها ولدها، وهذا أكثر وأعم من تقديره في أمهات الأولاد. وقيل: معناه غير ما ذكرناه، وكلها أقوال ضعيفة جدا أو فاسدة فتركتها.
|
|
| تاريخ المساهمة 29.05.11 23:41 | |
سلمت يداك اخي الغالي علي مجهودك الرائع وبارك الله فيك
|
|