الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم
الدين وعنّا معهم بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين
[/size]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
شعيرة من شعائر الإسلام بل عدها الكثير من العلماء ركنًا من أركان الإسلام ومبانيه العظام
قال الله جل في عُلاه:
(وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
آل عمران (104)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه . فإن لم يستطع فبقلبه . وذلك أضعف الإيمان "" (صحيح الإمام مُسلم) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده
ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً مكسراً الصليب ويقتل الخنزير
ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد " .(صحيح الإمام البخاري).
وعن أبي الهياج الأسدي رضي الله عنه قال : قال لي علي بن أبي طالب : ألا
أبعثك عن ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن لا تدع
تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته " وفي رواية " ولا صورة إلا
طمستها ".
(صحيح الإمام مُسلم)
بعض ما يجب مُراعاته عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
1- إخلاص النية لله عز وجل فلا يكون النهي أو الأمر لهوى في النفس أو للتشفي أو طلب ثناء الناس!
2- أن يكون الآمر بالمعروف عالمًا بما يأمر به وكذا ما ينهى عنه والخلاف بين العلماء في ذلك
أي ضابطًا لما يأمر به أو ينه عنه.
3- ألا يؤدي نهيه عن المنكر إلى منكر أكبر مما ينهى عنه.
4- الرفق بمن يأمره أو ينهاه فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع الرفق من شيء إلا شانه.
5- تغيير المنكر باليد لا يكون إلا لمن له ولاية ويقدر على التغيير دون أن يقع فيما هو أشد من المنكر الذي يريد تغييره.
6- ليس بعد إنكار المنكر بالقلب مثقال ذررة من إيمان! فلابد من الإنكار وأقل درجاته عدم رضا القلب وتغيظه من المنكر عدم إقراره.
7- ألا يُجالس أهل المنكر
إلا إذا نوى إرشادهم وظن في نفسه قدرة على ذلك إلا إذا كان في مُجالستهم -
للنصح- فتنة للناس بجلوسه معهم!! فيظنون أنه راض بما يقعون فيه!! خاصة إذا
كان إمامًا متبوعًا يُقلده الناس.
أيها الإخوة الأفاضل
إليكم هذا الحديث ليتبين لنا خطورة ترك هذه الشعيرة من شعائر الإسلام
فعن حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أوليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجيب لكم )
فإذا تهاون الناس في هذه الشعيرة يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعذاب من عنده
اللهم سلم سلم
ثم إن النقص أول ما وقع في بني إسرائيل كان بتركهم الأمر بالمعروف ومجالستهم أهل المعاصي
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
(إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا
اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن
يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال (
لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ) إلى قوله (
فاسقون ) ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا )[size=21] سنن أبي داود
نسأل الله عز وجل أن نُحيي هذه الشعيرة في نفوسنا وفي بيوتنا وفي مُجتمعاتنا
آآآمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين