| تاريخ المساهمة 09.06.11 14:25 | |
مبارك يقتل السادات
بقلم سليمان جودة ٢٣/ ٣/ ٢٠١١
تتردد شائعات هنا وأخبار هناك، عن بلاغات إلى النائب العام، تتهم الرئيس السابق حسنى مبارك، بالتورط فى مقتل السادات عام ١٩٨١!
والسؤال هو: هل يمكن لمثل هذه البلاغات، عند التحقيق فيها، أن تكشف للمرة الأولى، منذ مقتل الرجل قبل ثلاثين عاماً، عن قاتل جديد لم يكن ظاهراً لنا طوال هذه السنين كلها، أو عن مؤامرة جديدة لم يكن أحد يأخذ باله منها، كل هذه السنين؟!
وقد كانت هذه الأخبار، كما نعلم جميعاً، تتردد من قبل، ولكن على استحياء، ولم يكن أحد يتوقف عندها بهذا الشكل الحاصل الآن، غير أنها، هذه المرة، تُقال على الملأ، وبشكل يكاد يكون مكثفاً، وكأننا نتوقع فعلاً أن يظهر قاتل جديد للسادات عام ٢٠١١!
وبطبيعة الحال فإن حسنى مبارك ليس المتهم الوحيد، حتى الآن، فى دم السادات، فقد قيل من قبل، ولايزال يُقال إن الأمريكان، على سبيل المثال، متورطون فى عملية المنصة إياها، التى ذهب ضحيتها رجل عظيم اسمه أنور السادات، ولكن حين يُقال الأمريكان، دون تحديد هكذا، فإن التهمة تظل عائمة، وتظل معلقة فى الهواء، دون أن تستقر حول رقبة محددة، لأننا والحال هكذا، نتكلم عن أمريكان عددهم يفوق ٣٠٠ مليون بنى آدم، ونتحدث عن عشرات، بل مئات الأجهزة هناك، والتى يمكن أن تكون متهمة، لو صحت التهمة أصلاً!
الآن، واليوم، نشير إلى شخص محدد، له اسم، وله مكان، وله عنوان، وهو حسنى مبارك، ويقال إنه شارك فى قتل السادات، دون أن نفكر، ولو للحظة واحدة، فيما إذا كان اشتراكه فى العملية ممكنا بالعقل والمنطق، ولو بنسبة واحد فى المائة، أم أنه مستحيل، كما سوف نرى حالاً!
فالمعروف للدنيا كلها، التى كانت تتابع العرض العسكرى يوم ٦ أكتوبر ٨١، أن مبارك النائب كان يجلس إلى جوار السادات الرئيس، وأن أحداً من بين ضباط العرض قد خرج من الصف ثم صوب سلاحه إلى السادات، وسدد إليه رصاصات قتلته فى الحال، وقتلت معه آخرين، ممن كانوا حوله فى المنصة!
وحين نقول، الآن، إن مبارك كان شريكاً، بشكل أو بآخر، فى العملية، وإنه كان على علم بها، فمعنى هذا أنه كان يعرف مسبقاً، أن رصاصاً سوف يتوجه إلى صدر السادات، وسوف يقتله!
إذن.. بالله عليكم، أين هو الرجل الذى يعرف أن شخصاً سوف يجرى قتله، ثم يجلس فى الوقت نفسه إلى جواره؟!.. هل سمعنا من قبل عن شخص استأجر أحداً لقتل رجل ثم راح هذا الشخص يختبئ وراء الرجل المراد قتله، أو يستقر إلى جواره؟! أليس هناك احتمال فى هذه الحالة، ولو بنسبة ١٪، أن تنحرف الرصاصة فتقتل مبارك ذاته، وربما نجا السادات؟! أليس هذا احتمالاً قائماً بأى درجة؟! وأين هو بالله عليكم مرة أخرى، الرجل الذى يجلس إلى جوار رجل يعرف أنه مقتول.. مقتول؟! إن أى إنسان عسكرى، وقد كان مبارك عسكرياً، يعلم عن يقين أن الانحراف ملليمتراً واحداً فى زاوية توجيه الرصاصة عند إطلاقها يمكن أن يبعدها أمتاراً عن هدفها المتجهة إليه، فكيف إذن كان مبارك يضمن ألا تنحرف الرصاصة من رقبة السادات إلى رقبته هو؟!
لا أدافع عن مبارك طبعاً، فلم أنتفع منه بمليم، من قبل، وقطعاً لن أنتفع منه، فيما بعد، ولكننى فقط أريد أن أقول إن التحقيق فى هذه المسألة لن يكشف عن قاتل جديد - كما قد نتصور - ولا عن مؤامرة جديدة - كما قد نتخيل - ولا يحزنون، ولكنه سوف يكشف عن سقوط العقل، ثم الأخلاق بيننا!
|
|
| تاريخ المساهمة 09.06.11 19:01 | |
سلمت يداك بجد موضوع رائع تسلمي يا اخي
|
|