ماذا تعرف عن الفيلسوفه المصريه هيباشيا
ظلت الاسكندريه لها سمعتها الفلسفيه التى اقترنت بها على الرغم من الضربات المتلاحقه التى لقيتها على يد الاداره الحكومه والكنيسه المسيحيه وتمثلت بصوره واضحه فى تدمير" معبد السرابيوم "وما لحق الفيلسوف "اوليمبيوس" من أذى وما تعرض له الفيلسوف هورابوللون "horopollon" وكان من بين مشاهير الأساتذه فى المدينة عالم الرياضيات والفيلسوف ثيون
"theon" الذى ترك شروحا لمؤلفات "بطليموس" اعترف فيه بالدور الذى قامت ابنته هيباشيا "hypatia" لمساعدته فى وضع هذا الكتاب ..
غير ان ابنته فاقته فى تأليفه وشهرته فقد وضعت شروحا لكتاب "القوانين الملكيه لبطليموس"
وكتاب" المخروطات لابولونيوس " ثم انتقلت من الرياضيات الى الفلسفه واثبتت انها من خيرة تلامذة الافلاطونية المحدثة فآلت اليها زعامة المدرسة .
ويحدثنا المؤرخون عن هيباشيا بوصفها كان وجهها مثالا للجمال بينما كان عقلها نموذجا للعلم و المعرفة و مواهبها لا حدود لها و أنها فاقت كل الفلاسفة فى عصرها.
و قد بلغت شهرة الفيلسوفة السكندرية الى مختلف المناطق و كان التفاف جمهور المثقفين حولها يسبب حرجا بالغا للكنيسة المسيحية و راعيها "الأسقف كرلس" الذى كان يدرك الخطورة التى تمثلها هيباشيا علي جامعة المسيحيين في المدينة و سرت الشائعات و تم الترويج لها بأن السبب فى العداء بين الوالى"أورستوس" و الأسقف"كرلس" يعود الى "هيباشيا" و تأثيرها على" أورستوس"و هذا يعني أن المدينة لن تعرف الهدوء الا بالخلاص منها .
قامت جمعية "محبى الآلام"بمباشرة عملها يتزعمها قارىء الكنيسة يدعي "بطرس" انتزعوها من عربتها و سحبوها الى الكنيسة "قيصرون" و راحو يلهون بتجريدها من ملابسها ثم جرُوها الي الشارع و رجموها بالحجارة فلما أصبحت جثة هامدة مثلوا بها أشنع تمثيل اذ قطعوها ارباً و ألقوا ببعض أشلائها طعاماً للنيران .
و الحقيقة أن جل المؤرخين و الكتاب الذين تناولوا قضية الفيلسوفة "هيباشيا"
(و كلهم مسيحيون) عابوا علي "كيرلس"تصرفه المجافى تماماً للروح المسيحية بينما أثنوا على "هيباشيا" رجاحة عقلها و حسن خلقها.